وغُنِّي بين يدي المأمونِ بشعرِ بشَّار: [من البسيط]
يا عبدَ قُثْمَ وما حاولتُ صَرْمَكمُ … يومًا من الدَّهر إقصائي وهجراني
هل تعلمين وراءَ الحبِّ منزلةً … تدني إليكِ فإنَّ الحُبَّ أَقصاني (١)
فزاد فيه:
قالت علمتُ وخيرُ القولِ أَصدقُه … بَذْلُ الدَّراهمِ يُدني كلَّ إنسانِ
مَن زاد في النَّقد زِدنا في مودَّته … ما يطلب الناسُ إلا كلَّ رُجْحاني (٢)
وأمر المأمونُ حِمْيرَ (٣) بن نعيمٍ بأمر، فقصَّر فيه، وكان عظيمَ اللحيةِ والجسم، فقال: [من الطويل]
خليلَيَّ ما الفتْيانُ أن تَكبُرَ اللِّحى … وتعظُمَ أبدانُ الرِّجالِ من الأكلِ
ولكنَّما الفتْيانُ كلُّ سَمَيدَع … صَبورٍ على الآفات في الخِصْب والأَزْل (٤)
خَروج عن الغمَّا نَهوضٍ إلى العُلا … ضَروبٍ بِنَصل السيفِ مجتَمِعِ العقل
رأيتُ رجالًا يمنعون نَوالهمْ … وليس يُصان العِرضُ إلَّا مع البَذْل
وله (٥): [من السريع]
أُقسم بالله وآلائه … والمرءُ عفَا قال مسؤولُ
أنَّ عليَّ بن أبي طالبٍ … على التُّقى والبِرِّ مجبول
وأنَّه كان الإمامَ الَّذي … له على الأُمَّة تفضيل
يقول بالحقِّ ويختاره … ولا يعانيه الأَباطيلُ
كان إذا الحربُ براها القَنا … وقصَّرت عنها البَهاليل
يمشي إلى القِرْن وفي كفِّه … أبيضُ ماضي الحدِّ مصقول
(١) البيت الأول لم أقف عليه، والبيت الثاني هو الأول من أربعة أبيات في ديوان بشار ٢/ ٥٤١، وانظر العقد الفريد ٦/ ٦٣.
(٢) في محاضرات الأدباء ٣/ ٤٨٠ أن البيتين لامرأة أجابت بهما بشارًا على قوله: هل تعلمين … ، وانظر ديوان بشار.
(٣) في (ف): حمور. ولم أقف على مصدر الخبر.
(٤) الأزل: الضيق والشدة. القاموس المحيط (أزل).
(٥) الأبيات للسيد الحميري، انظر الأغاني ٧/ ٢٤٧.