صاحب آمِد وديار بكر، ولَّاه إيَّاها المعتز، فلما قُتل استولى عليها، ومات في هذه السنة، فوليها ولدُه محمَّد، فسار إليها المعتضد فأخذها بعد ذلك، لما يذكر (١).
[فصل وفيها توفِّي]
النَّاقد
واسمه زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان بن عبد الله، أبو يحيى، البغداديّ (٢)، الزاهد، العابد.
قال [الخطيب وإسناده عن] محمَّد بن جعفر [بن سالم:] لو قيل لأبي يحيى: إنَّك تموت غدًا؛ لما ازداد في عمله.
وقال الخطيب بإسناده: حدثنا أبو زُرعة الطبريُّ، قال: حدثنا أبو يحيى قال: اشتريتُ (٣) من الله حوراء بأربعة آلاف ختمة، فلمَّا كان آخر ختمة سمعت خِطابَ الحوراء من الهواء وهي تقول: وفيتَ بعهدك، فها أنا لك، وأنا التي اشتريتَني، فيقال: إنَّه مات عقيبَ فراغه من الختمة الأخيرة بقريب.
وكان الإِمام أحمدُ رحمة الله عليه يُثني عليه، ويقول: النَّاقد رجلٌ صالح. ونعْم الرجل.
وكانت وفاته ليلة الجمعة لثمانٍ بقين من ربيع الآخر، ودُفن ببغداد.
أسند عن خلقٍ كثير، منهم الإِمام أحمد بن حنبل ﵀ وغيرهُ، وروى عنه أبو بكر الخلَّال وغيرُه، واتفقوا عليه، وهو أحد العُبّاد المجتهدين، والأثبات المحدِّثين.
وقال الدَّارقطني: الناقد الثِّقة الفاضل (٤).
(١) الكامل ٧/ ٤٩١، وتاريخ الإسلام ٦/ ٦٨٨. (٢) في (خ): ابن مروان بن محمَّد الدربندي البغدادي. والمثبت من (ف) و (م ١)، وهو الموافق لما في تاريخ بغداد ٩/ ٤٧٧، وانظر المنتظم ١٢/ ٣٨٦، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٥٢. (٣) في (خ): وقال أبو زكريا: اشتريت، والمثبت من (ف) و (م ١). (٤) سؤالات الحاكم ص ١١٧.