وإنِّي لأهواه مُسِيئًا ومُحْسِنًا … وأقضِي على نفسي له بالذي يَقْضي
فحتى متى رُوح الحَيا لا يَنالُني … وحتَّى متى أيَّامُ سُخْطِك لا تمضي (١)
ذكر وفاته:
[قال ابن المنادي:] توفي ابن مسروق في صفر، ودُفن بباب حَرْب وقد بلغ أربعًا وثمانين سنة، وقيل: مات سنةَ تسعٍ وتسعين ومئتين.
حدَّث عن خَلَف بن هشام [البزاز] وغيرِه، وروى عنه أبو بكر الشافعي وغيرُه.
واتفقوا على فضله، وصِدْقه، وثقَّته، وزُهده، وورعه.
وحكى أبو نُعيم عن الجنيد أنَّه قال: رأيتُ (٢) في منامي قومًا من الأبدال، فقلت لهم: هل ببغداد أحد من الأولياء؛ قالوا: نعم، أبو العبَّاس بن مَسْروق، فإنَّه من أهل الأُنس بالله تعالى.
[وقال الخطيب: كان ابن مَسْروق معروفًا بالخير، مذكورًا بالصلاح.](٣)
[وفيها توفي]
[أحمد بن يحيى بن إسحاق]
أبو الحسين، البغداديُّ، المعروف بابن الرَّاوَنْدي (٤)، الماجِن، المنسوب إلى الهَزْل والزنْدَقة.
كان أبوه يهوديًّا وأسلم، فكان بعضُ اليهود يقول للمسلمين: احذروا أن يُفسد هذا عليكم كتابَكم كما أفسد أبوه علينا كتابنا.
وكان أبوه يحيى يعلِّم اليهودَ ويقول: قولوا عن موسى إنَّه قال: لا نبيَّ بعدي.
(١) طبقات الصوفية ص ٢٧٣ - ٢٤١، والرسالة القشيرية ص ٢٧٣، ومناقب الأبرار ١/ ٤٣٧. (٢) في (خ): وقال الجنيد رأيت، والمثبت من (ف م ١)، وانظر حلية الأولياء ١٠/ ٢١٤. (٣) ما بين معكوفين من (ف م ١)، وانظر تاريخ بغداد ٦/ ٢٨٠. (٤) في المنتظم ١٣/ ١٥٨، وتاريخ الإسلام ٦/ ٩٠٢: الرّيوندي.