فيها هاجت الفتنةُ في الشام بين القيسيةِ واليمانية وتفاقم أمرُها، فعظُم ذلك على هارون، فخاف من انتقاضِ الحبل، فقال لجعفرِ بن يحيى: إمَّا أن تخرجَ أَنْتَ أو أنا (١)، فقال: بل أنا يَا أميرَ المُؤْمنين. فتوجَّه إلى الشام بالجنود والقوَّاد، فأطفأ النَّائرة، وسكَّن الفتنة، وأَحسن إليهم، فاتَّفقوا، وصَلَحت الأحوال واستقامت الأمور. فعاد جعفر إلى العراق، وولَّى على البلقاءِ صالحَ بن سليمانَ (٢) بن عليّ، واستخلف على الشام عيسى بنَ العَكِّي، فلمَّا عاد إلى بغدادَ ارتفعت منزلتُه عند هارون، وقال منصورٌ النَّمَري:[من الطَّويل]
وفيها قدم هارون سُور المَوصل لئلَّا يغلبَ عليها الخوارج، وكان قد خرج منهم جماعة.
وفيها كانت بمصرَ والإِسكندرية زلازلُ عظيمة، ووقع رأس مَنارة سَكندريةَ في البحر.
(١) في (خ): وأنا، والتصويب من المصادر. (٢) في (خ): يحيى بن صالح بن سليمان .. وهو خطأ. انظر تاريخ الطبري ٨/ ٢٦٣، والمنتظم / ٤٦. (٣) في (خ) شبباتها، والمثبت من الديوان ص ٩٢، وتاريخ الطبري ٨/ ٢٦٢، والبداية والنهاية ١٣/ ٦٠٣. (٤) في (خ): قد، والمثبت من المصادر.