فيها تُوفِّي بركياروق، ودخل السلطان محمَّد شاه بغداد وخطب له بالسلطنة، ثم خرج منها في شعبان إلى الجبل.
وفيها مرض أتابك طُغْتِكين مرضًا خاف منه على نفسه، فكاتب الأميرَ سُكمان بن أُرْتُق صاحب ماردين يستدعيه إلى دمشق في عسكره ليوصي إليه في حماية دمشق وأهله وولده، فجاء سُكْمان فنزل القريتين، فلام طُغْتِكينَ أصحابُه، وقالوا: تُعطي ابنَ أُرْتق دمشق وتُخرِجُها عن ولدك وولد مولاك، وكيف يكون حالنا؟ أوليس قد عرفت أتْسِز لمَّا استُدعي تاج الدولة لنصرته كيف قتله واستولى على الشام، فانتبه طُغْتِكين من غفلته وندم، فأرسل إليه: تثبَّتْ مكانك، فأنا خارجٌ إلى خدمتك. فاتَّفق أنَّ سُكْمان مرض تلك الليلة مرضًا شديدًا، وأصبح ميتًا، فأخذه أصحابُه في تابوت، ورحلوا إلى ماردين، فسُرَّ طُغْتِكين.
(١) كرخيَّة؛ أي: منسوبة إلى الكرخ: وهي بلدة نواحي بغداد، وقد تقدمت كثيرًا. (٢) هذا البيت من (ب)، وهو في معجم الأدباء ١٢/ ١٩٩. والرَّاح: الخمر. (٣) الغوارب؛ جمع غارب: وهو ما بين السنام والعنق. تاج العروس (غرب).