قال التنوخي: كان يحجُّ في كل عامٍ رجلٌ خراسانيٌّ، فيدفع إليه مئتي دينار، فجاءه رجلٌ من أعداء ابنِ طاهر في بعض السنين، وقال: أنت تعطيه مالك، وهو ينفقُه فيما لا يرضي الله، فتصدَّقَ الخراسانيُّ بالدنانير، وجعل في العام الثاني والثالث كذلك، فرأى النبيَّ ﷺ في النوم يقول له: ويحكَ، سمعتَ في ابني عبد الله بن طاهر كلامَ عدوِّه، اذهب فأوصل إليه ما قطعتَه عنه، قال الخراسانيُّ: فانتبهتُ فزعًا، وأخذت ستّ مئة دينار، وأتيت ابنَ طاهر، وهو بمسجد المدينة في حلقة، فسلَّمتُ عليه، فقال: رأيتَ جدِّي في المنام، وعاتَبك، هات الست مئة دينار التي أمرك بحملها عوضًا عما فاتني، وأدخل يده في كمِّي، فأخذها، وقال: رأيتُ جدي في المنام وهو يقول لي: قد عتبت على الخراساني، وهو يأتيك الآن، وفي كمِّه الدنانير، فخذها (١).
ومنهم
عبدُ الله بن طاهر
ابن محمد بن كاكو الواعظ، ولد بصور، أنشدَ عن أبي إسحاق الشيرازيّ:
عزيزٌ على مهجتي غرَّني … وسلَّم لي الوصلَ واستسلَما (٢)
فلمَّا تملَّكني واحتوى … على مهجتي سلَّ ما سلَّما
ولمَّا مات ابنُ طاهر بن الحسين نظرَ الواثقُ من يولِّي مكانَه بخراسان، فقال له ابن أبي دؤاد: ولِّ طاهرًا ابنه، واربح إنفاق الأموال وإنفاذَ الجيوش، ويتحدَّثُ الناسُ بوفائِكَ، فولَّاه (٣).
عليّ بن الجعد بن عبيد
أبو الحسن الجوهريُّ، مولى أم سلمة امرأة السفاح، وقيل: مولى بني هاشم (٤).
(١) الفرج بعد الشدة ٢/ ٢٧٩ - ٢٨١، والقصة فيه عن طاهر بن يحيى العلوي!؟. (٢) في تاريخ دمشق ٩/ ٤٤٥ (مخطوط) -وفيه ترجمته-: وألبسني الهجر إذ سلما. (٣) المنتظم ١١/ ١٥١. (٤) انظر طبقات ابن سعد ٩/ ٣٤٠.