النَّيْسابوري الواعظ، كان صالحًا فاضلًا يعيد الدرس خمسين مرة، ويقول: إن لم يعاد (٣) ما يستقر. وكان حنفيَّ المذهب، خرج من بغداد في جُمادى الأُولى، فتوفي بدارابْجِرْد (٤).
جلس ببغداد، فأنشد:[من البسيط]
أهوى عليًّا وإيمان محبَّتُهُ … كم مُشْرِكٍ في دَمُهُ مِنْ سَيفه وَكَفَا
إن كنتَ وَيْحَكَ لم تَسْمَعْ مناقِبَهُ … فاسمعْ فضائِلَه مِنْ هل أتى (٥) وكفى
وأنشد أيضًا:[من البسيط]
ماتَ الكرامُ ومَرُّوا وانقضَوْا ومَضَوْا … وماتَ بعدهُمُ تلك الكراماتُ
وخلَّفونيَ في قَوْمٍ ذوي سَفَهٍ … لو أَبْصروا طَيْفَ ضَيفٍ في الكرى ماتوا
عبدُ الملك بن عبد الوهَّاب بن الحَنْبلي، الدِّمَشقي (٦)
[وذكره ابن القلانسي، قال](٧): ويلقب بالقاضي بهاء الدِّين، كان إمامًا فاضلًا مناظرًا، مُفْتيًا على مذهب الإمامين أحمد وأبي حنيفة رحمهما الله [بحكم ما كان يجري عليه بخراسان عند إقامته لطلب العلم](٧)، وكان حَسَنَ الحديث في الجِدِّ والهَزْل، ودُفِنَ بجوار أبيه وجَدِّه بالباب الصَّغير، وكان له يوم مشهود (٨).
(١) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ١٤٣ - ١٤٤، و"الكامل": ١١/ ١٥٣، و"الوافي بالوفيات": ١٢/ ٨، و"لسان الميزان": ٢/ ٢٠٥، و "النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٩٨، وقد سلفت أخباره في حوادث سنة (٥٣٨ هـ). (٢) في (ع) و (ح) بن أبي الليوث، والمثبت من مصادر ترجمته. (٣) كذا في (ع) و (ح) والجادة: إن لم يُعَدْ. (٤) قرية بنيسابور، انظر "المنتظم": ١٠/ ١٤٤، و"معجم البلدان": ٢/ ٤١٩. (٥) انظر حاشيتنا رقم ١ ص ٤٩٢ من هذا الجزء. (٦) له ترجمة في "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٤٨٣، و "كتاب الروضتين": ١/ ٢٥٨، و"الوافي بالوفيات": ١٩/ ١٨٠، و"ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب: ١/ ٢١٩، و"المقصد الأرشد": ٢/ ١٤٨، و"المنهج الأحمد": ٣/ ١٤١ - ١٤٢، و"الدارس": ٢/ ٦٧، و"شذرات الذهب": ٤/ ١٤٣. (٧) ما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٨) "ذيل تاريخ دمشق": ٤٨٣.