وقيل: إنَّ سلطان الدولة نفذَ فرَّاشًا في الباطن إلى صاحب البَطيحَة يوصيه بابن سهلان ويرسم له ترك الالتفات إلى ما يصدر منه في بابه، وقام ابنُ سهلان عند الشرابيِّ على ما يريد، إلى أن قصدَ صدقةُ بنُ فارس البَطيحَةَ وأخذَها، ومضى ابنُ سهلان إلى البصرة، وسببُ أخْذِها أبو الخطاب، فإنه حَقَد عليه، وبعثَ صدقةَ إلى البَطيحَةِ فحصره، وقاتل ابنَ سهلان قتالًا عظيمًا، فلمَّا علِمَ سار إلى البصرة في زبزبٍ، فتلقَّاه الدَّيلم وخدموه، وأقام الشرابيُّ معتقلًا عند صدقةَ على أحسنِ حال.
ولم يحجَّ في هذه السنة من العراق أحد.
وفيها تُوفِّي
إبراهيم بن مَخْلَد (١)
ابن جعفر بن مَخْلَد (٢)، أبو إسحاق، الباقَرْحي، ولد سنة خمس وعشرين وثلاث مئة، وسمع الحديثَ، وكان صدوقًا، جيِّدَ النقل، حسنَ الضبط، من أهل الديانة والعلم والأدب، وكان ينتحل مذهبَ ابنِ جرير الطبري، وسكن بالجانب الشرقي من بغداد، ومات في ذي الحجة، ودُفِنَ قريبًا من أبي حنيفة، ومن شعره:[من البسيط]
ما لي جُفيتُ وعندي عادةٌ لكُمُ … موفورة من حِباء الجاهِ والمالِ