وتفقَّه ووعظ، وكان ذكيًّا، ولاه الخليفة المظالم وتربة الخلاطية، وهو أبو الركن عبد السَّلام (٢)، [وكانت مجالس وعظه تمضي في الهزل والمجون](٣).
قال يومًا في مجلسه: إذا مات العبد، وكان مدمنًا للخمر، نزل القبر وهو سكران، وسأله منكر ونكير وهو سكران، وقام من قبره وهو سكران، ومشى على الصراط وهو سكران، فقال له بعض الحاضرين: يا سيِّدنا، أين يُباع هذا الخمر؟ يساوي كل كوز منه دينار. فضحك سيف الدين عبد الوهَّاب والجماعة.
وقيل: إنَّ هذه الواقعة جرت لابن شاشير الواعظ، [وابن شاشير مات في سبع وست مئة](٣).
وقيل له يومًا: ما تقول في أهل البيت؟ فقال: قد أعموني، وكان أعمش، [والسائل إنما سأله عن فضل بيت رسول الله ﷺ، فأجاب عن بيت نفسه. وقيل له: بأي شيء يتبين المحق من المبطل؟ فقال: بليمونة، أراد من يخضب يزول خضابه بليمونة](٣).
وكانت وفاته في شوال، ودفن بالحلبة. [سمع أباه، وأبا القاسم بن الحصين، وابن السمرقندي، وأبا الوقت وغيرهم](٣).
عُبيد الله بن يونس بن أحمد (٤)
أبو المُظَفَّر، جلال الدين، الوزير، الحَنْبَلي.
(١) له ترجمة في "ذيل تاريخ بغداد": ١/ ٣٤٧ - ٣٤٨، "التكملة" للمنذري: ١/ ٢٨٩، و"المذيل من الروضتين": ١/ ٧٥ - ٧٦، و"مشيخة النعال": ١٣٢ - ١٣٣، و"ذيل طبقات الحنابلة": ١/ ٣٨٨ - ٣٩٠، "شذرات الذهب": ٤/ ٣١٤، و"المقصد الأرشد" ٢/ ١٥٢، "المنهج الأحمد": ٤/ ٥ - ٦. (٢) ستأتي ترجمة ابنه عبد السلام ص ٢٠٢ من هذا الجزء. (٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٤) له ترجمة في "ذيل تاريخ بغداد": ٢/ ١٦٩ - ١٧٢، و"المذيل من الروضتين": ١/ ٧٦ - ٧٧، و"المختصر المحتاج إليه": ٢/ ١٨٣ - ١٨٤، و"عيون التواريخ": ١١/ ٥٦٢، و"الوافي بالوفيات": ١٩/ ٤٢٠ - ٤٢١، و"الفخري": ص ٣٢٣، و"ذيل طبقات الحنابلة": ١/ ٣٩٢ - ٣٩٥، و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٢٩٩ - ٣٠٠، و"النجوم الزاهرة" ٦/ ١٤٢، وفي "المذيل " تتمة مصادر ترجمته.