[أبو المعتمر] العجلي البصري، من الطبقة الثانية (٢) من التابعين [من أهل البصرة].
كان ثقةً عابدًا، وكان يقول: أطلب (٣) أمرًا منذ عشرين سنة لم أقدر عليه، فقيل له: وما هو؟ قال: الصمت عمَّا لا يعنيني.
[وقال: تعلَّمتُ الصمت عشرين سنة. أو عشر سنين](٤).
وقال: ما قلتُ شيئًا في حال الغضب فندمتُ عليه في حالة الرِّضى، وربما أتَتْ عليَّ السنة لا أغضبُ فيها.
[وقال مورِّق: ما وجدتُ للمؤمن مثلًا في الدُّنيا إلا كمثل رجل على خشبة في البحر وهو يقول: لعل الله ينجيني](٥).
[قال (٦): وكان يُفلِّي رأس أمه].
وكان يدخلُ على إخوانه فيضع عندهم الدراهم ويقول: أمسكوها حتَّى أعودَ إليكم. ثم يبعث إليهم: أنفقوها، فأنتم [منها] في حِلّ (٧).
وطبخ له غلام بيضًا في قِدْر، فقال: في أيِّ شيء طبختَه؟ قال: في قِدْرٍ رُهِنَ عندي. فلم يأكله، وكره استعمال الرَّهن.
وقال غيلان بن جرير (٨): حبس الحجَاج مورِّقًا في السجن فلقيَني مُطَرِّف فقال: ما صنعتُم في صاحبكم؟ [قال:] قلت: محبوس. قال: تعال حتَّى ندعو [قال:] فدعا
(١) تنظر الترجمة في "تاريخ دمشق" ٤٥/ ١٩٦ - ٢٠٨، وما سلف فيها من كلام بين حاصرتين من (ص). (٢) في (ص): ذكره ابن سعد في الطبقة الثَّانية … وهو في "طبقاته" ٩/ ٢١٢. والكلام السالف والآتي بين حاصرتين من (ص). (٣) في (خ) و (ص): يقول لي أطلب (؟) ولفظة "لي" سهو، وعبارة "طبقات" ابن سعد: أمرٌ أنا في طلبه. (٤) الكلام بين حاصرتين من (ص). وهو في "طبقات" ابن سعد ٩/ ٢١٢. (٥) المصدر السابق ٩/ ٢١٣. والكلام من (ص). (٦) قوله: قال، يعني ابن سعد. وهو في "الطبقات" ٩/ ٢١٤. (٧) المصدر السابق. (٨) في (ص): وحكى ابن سعد عن غيلان بن جرير قال … والخبر في "طبقات" ابن سعد ٩/ ٢١٥.