ولد في ذي الحِجَّة سنة ستٍّ وخمسين وخمس مئة، وكان الله قد جَمَعَ فيه محاسن أخلاق ومكارم وشيم، ولطف طباع، وكرمًا وشجاعة، وفضلًا وفصاحةً، وكان أديبًا شاعرًا مترسِّلًا، وله ديوانُ شعر.
[(٢) وذكره العماد الكاتب في "الخريدة"، وأثنى عليه، وأنشد مقطعات من شعره، منها في رمضان]:[من الكامل]
رمضانُ بل مرضانِ إلا أَنَّهم … غَلِطُوا إذًا في قولهم وأساؤوا
مرضانِ فيه تحالفا فنهارُهُ … سُلٌّ وأمَّا ليلُه استسقاءُ
وقال:[من الوافر]
شَرِبْتُ من الفراتِ ونيلُ مِصْرٍ … أحبُّ إليَّ من شَطِّ الفرات
ولي في مِصْرَ مَنْ أَصْبُو إليه … ومن في قُرْبه أبدًا حياتي
فقلتُ وقد ذكرتُ زمانَ وَصْلٍ … تمادى بعده روحُ الحياةِ
أرى ما أَشْتَهِيه يفرُّ مني … ومن لا أَشْتَهِيه إليَّ يأتي
هذه المعجزاتُ ليست لظَبْي … إنما هذه فِعالُ المسيحِ
وعاش ثلاثًا وعشرين سنة وشهورًا.
(١) له ترجمة في "الخريدة: " بداية قسم شعراء الشام: ١٣٤ - ١٣٩، و"الروضتين": ٣/ ١٦٦، "وفيات الأعيان": ١/ ٢٩٠ - ٢٩٢، و"النجوم الزاهرة": ٦/ ٩٦، و"شذرات الذهب": ٤/ ٢٦٥. (٢) في (ح): فمنه، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).