فيها أَمَر النبي ﷺ أَصْحابَه بالهجرة إلى الحبشة لمَّا اشتد بهم أذى الكفار.
ذكر الهجرة الأولى (١):
قال الزهري: لما ظهر الإسلام وكثر المسلمون، ثار جماعة من الكفار إلى من آمن من قبائلهم وعشائرهم، فعذبوهم وسجنوهم، وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم. فقال لهم رسول الله ﷺ: تفرقوا في الأرض. فقالوا: إلى أين؟ فأشار إلى الحبشة بيده، وقال: إن بها رَجُلًا لا تُظْلَمُ الناس عنده، فتَحرَّزُوا عنده حتَّى يأتي الله بالفرج. فخرجوا متفرقين، وستر قومٌ إسلامَهم، وكانت الحبشة متجَرَ قريش، فخرج منهم اثنا عشر رجلًا وأربع نسوة متسللين سرًّا من قريش، وكان مخرجهم في رجب، منهم الماشي والراكب، فوافقوا سفينتين للتجارة في الشُّعَيبة (٢)، فركبوا فيها، وخرجت قريش في آثارهم ففاتوهم.
ذكر أساميهم (٣):
حاطب بن عمرو بن عبد شمس، الزبير بن العوام ﵁، سهيل بن بيضاء، عامر بن ربيعة ومعه امرأته بنت أبي حَثْمَة، عبد الله بن مسعود، أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، ومعه امرأته أم سلمة ﵂، عبد الرحمن بن عوف ﵁، وقيل: إنه لم يهاجر الأولى، وعثمان ﵁، ومعه زوجته رقيَّة ﵂ بنت رسول الله ﷺ، عثمان بن