القيرواني [ويعرف بابن أبي كُدَيَّة. قرأ الأصول بالقيروان، و](٢) قدم الشَّام مجتازًا إلى العراق، [وكان يذكر أنه سمع القُضَاعي بمصر، وقرأ عليه نصر الله بن محمد بصور، وقدم بغداد](٣)، وكان يقرئ علم الكلام بالنِّظامية، ويحفظ كتاب سيبويه، [وذكره الحافظ ابن عساكر، وقال:](٢) سمع يومًا قائلًا ينشد أبيات أبي العلاء المَعَرِّي [من الطويل]
وتَحطِمُنا الأيَّامُ حتى كأنّنا … زجاجٌ ولكنْ لا يُعادلنا سَبْكُ
فقال:[من الطويل]
كَذَبْتَ وبيتِ الله حِلْفَةَ صادِقٍ … سَيَسْكُبُنا بعد الثَّويْ (٤) مَنْ له المُلْك
ونرجعُ أجسامًا صِحاحًا سليمةً … تَعَارَفُ في الفِرْدَوْسِ ما عندنا شَكُّ (٥)
وتوفي ببغداد، ودفن عند قبر الأشعري، وكان يزعم أنَّه على مذهبه وقال:[من الطويل]
كلامُ إلهي ثابتٌ لا نفارِقُهْ … وما دونَ رَبِّ العَرْشِ فاللَّه خالِقُهْ
ومَنْ لم يَقُلْ هذا فقد صار مُلْحدًا … وصارَ إلى قَوْلِ النَّصارى يوافِقُهْ
قوله: كلام إلهي ثابتٌ لا نفارقه: مذهب الأشعري، وقوله: وما دون رب العرش فالله خالقه: مذهب المعتزلة.
(١) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١٥/ ٦٥١ - ٦٥٢، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٤١٧ - ٤١٨، و"معرفة القراء": ٢/ ٨٩٦ - ٨٩٧، و"فوات الوفيات": ٣/ ٤٢٩ - ٤٣٠، و"الوافي بالوفيات": ٤/ ٧٩ - ٨٠، و"غاية النهاية": ٢/ ١٩٥ - ١٩٦، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢١٧. (٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وفيهما: نصر الله بن محمود، وهو تحريف، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ١١٨ - ١١٩. (٤) في بعض المصادر: النوى. (٥) انظر "تاريخ ابن عساكر": ١٥/ ٦٥٢.