قال المصنف ﵀: قد روى ابن عساكر هذا الحديث، وذكر له ثلاثين طريقًا، ولم يبين ما فيه، وما كان يخفى عنه ذلك (١).
ولما خرج امرؤ القيسِ إلى قيصر أخرج معه عمرو بنَ قَمِيْئةَ الشاعر، ويُعرَف بالضَّائع، وهو أقدمُ من امرئ القيس وأكبرُ سِنًّا منه، بلغ تسعين سنةً، ومات في طريقه إلى الروم. وإنما سمَّتْه العربُ: الضّائع؛ لموته ببلاد الروم في دار غُربةٍ من غير مَطلب ولا أَربٍ. وهو الذي رثاه امرؤ القيس بقوله:[من الطويل]
وإردافُ الملوك في الجاهلية: هو أن يجلس الملك، ويجلس الرّدفُ عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الرِّدفُ قبل الناس، وإذا غزا الملك جلس الرِّدفُ مكانَه، وكان خليفَتَه على الناس حتى ينصرف، فإذا عادت (٤) كتيبةُ الملك، أخذ الرّدفُ منها المِرْباع (٥).
(١) تاريخ دمشق ٣/ ٩٢ - ٩٩ (مخطوط). (٢) ديوانه ص ٦٥ - ٦٦. (٣) ديوانه ص ٤٤ - ٤٧، والإكمال لابن ماكولا ٥/ ٢٣٦، وتاريخ دمشق ١٣/ ٥٩١ - ٥٩٢، ولم يذكر ابن ماكولا وابن عساكر الأبيات التي عملها عمرو في الخيال، فذكر المصنف أبياتًا لا تدلّ على الخيال، والأبيات كما ذكر الشريف المرتضى في طيف الخيال ص ٩٩ هي: نأتْكَ أمامة إلا سُؤالا … وإلا خيالًا يوافي خيالًا تُوافي مع الليل مُستَوطِنًا … وتأبى مع الصبح إلا زِيالا خيالٌ يُخَيِّلُ لي نَيْلَها … ولو قَدَرَتْ لم تُخَيِّل نَوالًا (٤) كذا في (ب) و (خ) وصحاح الجوهري (ردف)، وفي المعارف ص ٦٥١، ونقائض جرير والفرزدق لأبي عبيدة ص ٢٩٩: غارت. (٥) هو ربع الغنائم.