فبكى الناس والجنُّ، وكانت الجنُّ قد نَهَتْهُ عن النَّوْح، وهَرَبَتْ من الحرم إلى تِهامة من نوْحِه، فلم ينته، فلَوَوْا عُنقَه، فمات (١).
ومنهم:
طُرَيح بن إسماعيل
ابن سعيد بن عُبيد، أبو الصَّلْت الثقفي.
قال يمدح الوليد:
لو قلتَ للسَّيلِ دَعْ طَرِيقَكَ والْـ … ـمَوْجُ عليه كالهَضْبِ يَعْتَلِجُ
من أبيات (٢).
ومنهم:
ابنُ عائشة
واسمُه محمد بن جعفر [أبو جعفر المدني، ذكره أبو الفرج الأصبهاني، قال (٣): ولم يُعرف له أب، وكان يزعم أن اسم أبيه جعفر، وأمُّه عائشة مولاة كثير بن الصلت الكِنْدي حليف قريش، وقيل: مولاة المطّلب بن وَدَاعة السَّهْميّ].
كان حاذقًا في الغِناء، وفد على الوليد ونادَمَه.
صعد يومًا إلى سطح قصرِ ذي خُشُب (٤)، وغَنَّى، فطَرِبَ [ومشى على الشُّرُفات] فوقع فمات (٥).
(١) ينظر "الأغاني" ٢ / ص ٢٥٩ وما بعدها، و"تاريخ دمشق" ١٩/ ٢٥٧. (٢) الأغاني ٤/ ٣١٦، وتاريخ دمشق ٨/ ٥٠٧ (مصورة دار البشير) وسلفت الأبيات آخر فقرة حديث سلمى وسعدى. ولم ترد هذه الترجمة في (ص). (٣) الأغاني ٢/ ٢٠٣. (٤) ذو خُشُب: واد على مسيرة ليلة من المدينة. معجم البلدان ٢/ ٣٧٢. (٥) تاريخ دمشق ٦١/ ٢٤١ (طبعة مجمع دمشق). وثمة روايات أخرى في وفاته ذكرها الأصبهاني في "الأغاني" ٢/ ٢٣٧ - ٢٣٥.