ابن عبد الرحمن بن عوف، [وكنيتُه] أبو إسحاق، الزُّهْري، [وهو] من الطبقة الرابعة من أهل المدينة. وأمُّهُ أمُّ كلثوم بنتُ سَعْد بن أبي وقَّاص.
[قال ابن سعد:] وَلِيَ قضاءَ المدينة، وكان يصومُ الدَّهر، ويختمُ القرآنَ في كلِّ يوم وليلة (١).
وقال أبو نُعيم: صام أربعين سنة (٢).
وقال ابنُه: كان أبي يحتبي، فما يَحُلُّ حَبْوَتَهُ حتى يختم القرآن، وإذا جاءت الليالي الأفراد في العشر الأواخر من شهر رمضان ختم القرآن كلَّ ليلة (٣)، وكان لا يأكل إلا مع المساكين.
[وقال ابن سعد:] توفّي بالمدينة سنة سبع وعشرين ومئة (٤).
ويقال: سنة ستّ وعشرين -أو خمس وعشرين- ومئة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة (٥).
أسند عن عبد الله بن جعفر، وأنس بن مالك، و [أبي أُمامة بن](٦) سهل بن حُنَيف، ورأى ابنَ عمر، وروى عن أبيه، وابنِ المسيِّب، وخلقٍ كثير من التابعين.
وروى عنه من التابعين: يحيى بنُ سعيد الأنصاري، والثوريُّ، وغيرهما، وهو من رجال "صحيح" البخاري (٧). وكانت له نِسْعَةٌ (٨) مُعَلَّقةٌ، فإذا قامَ بالليل ونَعَسَ؛ تَعَلَّقَ بها.
(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٤٧ - ٤٤، وتاريخ دمشق ٧/ ٩٦ و ١٠٠ (مصورة دار البشير). وما سلف بين حاصرتين من (ص). (٢) حلية الأولياء ٣/ ١٦٩، وذكر رواية أخرى عن شعبة قال: كان سعد يصوم الدهر. (٣) في المصدر السابق و"تاريخ دمشق" ٧/ ١٠٠: لم يفطر حتى يختم القرآن. وقوله: يجتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن، من (د). وفيها: حباته، بدل: حبوته، والمثبت من المصدر المذكور. (٤) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٤٨. وما سلف بين حاصرتين من (ص). (٥) تاريخ دمشق ٧/ ١٠٥. (مصورة دار البشير). (٦) ما بين حاصرتين من "تاريخ دمشق" ٧/ ٩٥، و"تهذيب الكمال" ١٠/ ٢٤١. (٧) ومن رجال مسلم أيضًا. (٨) النِّسْعَة (بكسر النون): قطعة من النِّسْع، والنِّسْعُ: سَيْر عريض طويل تشَدُّ به الحقائب أو الرِّحال أو نحوها. والخبر في "تاريخ دمشق" ٧/ ١٠٠، وتحرفت هذه اللفظة فيه وفي (خ) و (د) (والكلام منهما) إلى: تسعة.