عن أنس أنَّ النبيَّ ﷺ كان يدخلُ على أم سُليم، ولها ابن من أبي طَلحةَ يكنى أبا عُمير، فكان يُمازحه، فدخل عليه يومًا فرآه حزينًا، فقال:"مَالي أَرَى أَبا عُميرٍ حَزينًا؟ " قالوا: مات نُغَيرُه الذي كان يلعبُ به، قال: فجعل رسول الله ﷺ يقول: "أبا عُميرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيرُ؟ "(١).
وعن أنس أنَّ رجلًا اسمه زاهِر، كان يُهدي لرسولِ الله ﷺ الهديةَ من الباديةِ، فيجهزُه رسولُ الله ﷺ إذا أرادَ الخروجَ، فقال رسولُ الله ﷺ:"إنَّ زاهرًا بادِيتُنا، ونحنُ حاضِرُوه". وكان رسول الله ﷺ يحبُّه، وكان رجلًا دميمًا، فأتاه رسول الله ﷺ يومًا وهو يَبيعُ مَتاعَه، فاحتضَنَه من خلفِه، ولم يُبصره الرجلُ، فقال: مَن هذا؟ أَرسلني، فالتَفَتَ، فعرفَ رسولَ الله ﷺ فجعل لا يألو أن أَلصَق ظهرَه بصدرِ رسولِ الله ﷺ وجعل رسولُ الله ﷺ يقول:"مَن يَشتري هذا العبدَ؟ " فقال: يا رسول الله، إذَنْ والله تجدُني كاسدًا، فقال رسولُ الله ﷺ:"لَكِن عندَ اللهِ لستَ كاسِدًا" أو قال: "ولكن أنتَ عندَ الله غالٍ"(٢).
[وقال أحمد بإسناده عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن] عائشة رضوان الله عليها قالت: خرجتُ مع رسولِ الله ﷺ في بعض أَسفارِه، وأنا جاريةٌ لم أَحمِلِ اللَّحم، ولم أَبدُن، فقال للناس:"تقدَّموا" فتقدَّموا، ثم قال لي:"تَعالي حتى أُسابِقَكِ" فسابقتُهُ، [فسبقته، فسكتَ عني حتى إذا حمَلْتُ اللَّحم وبَدُنْتُ ونسيتُ، خرجتُ معه في بعض أسفاره، فقال للناس:"تَقدَّموا" فتقدَّموا، ثم قال لي:"تَعالي حتى أُسابِقَكِ" فسابقتهُ]، فسبقني، فجعل يضحك، ويقول:"هذهِ بِتِلْكَ"(٣).
(١) أخرجه البخاري (٦٢٠٣)، ومسلم (٢١٥٠)، واللفظ لأحمد في "مسنده" (١٢٩٥٧). (٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٢٦٤٨). (٣) أحمد في "مسنده" (٢٦٢٧٧).