قالت عائشة رضوان الله عليها: ما رأيتُ رسولَ الله ﷺ مُستجمعًا ضاحِكًا قطُّ، إنَّما كان يَتبسَّم، وكان إذا رَأى غَيمًا عُرف في وجههِ الكَراهيةُ، فأقولُ له في ذلك فيقول:"وما الذي يؤمِّنُني أن يكونَ فيه عَذابٌ، قد عُذَّب قومٌ بالريحِ، وقد رَأَى قومٌ العذابَ فقالوا: هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا"(١).
وكان إذا رأى مَخيلَةً في السماءِ دخَلَ، وخَرَج، وتغيَّر لونُه، فإذا أَمطَرت سُرِّي عنه (٢).
وكان إذا عصَفَتِ الريح قال:"اللَّهمَّ إنَّي أَسأَلُك خَيرَها وخَيرَ ما فيها، وخَيرَ ما أُرسِلَت به، وأَعوذُ بكَ من شَرِّها وشَرِّ ما فيها وشَرِّ ما أُرسِلَت به"(٣).
وقالت عائشة رضوان الله عليها: رخَّص رسولُ الله ﷺ في أمر فتَنزَّه عنه أُناسٌ، فبلَغَه فغَضِبَ حتى بانَ الغضبُ في وجهِه، ثم قال:"ما بالُ قَومٍ يَرْغَبونَ عمَّا رُخَّص لي فيه؟ فواللهِ لَأَنا أَعْلَمُهم باللهِ وأَشدُّهم له خَشْيَةً"(٤).
وقالت: كان رسولُ الله ﷺ إذا أَمَرَهم بما يُطيقون قالوا: لَسنا كَهيئَتِك يا رسولَ الله؟ إنَّ الله قد غَفَرَ لكَ ما تقدَّم من ذنْبِكَ وما تأخَّرَ، فيَغضَبُ حتى يُعرفُ الغضَبُ في وجههِ، ثم يقول:"أَنا أَتقاكُم وأعلَمُكُم باللهِ"(٥).
وقال عبد الله بن الشَّخِّير: لقد رأيتُ رسولَ الله ﷺ ولصَدرهِ أَزيزٌ كأَزيزِ المِرْجَلِ من البُكاءِ (٦).
(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٣٦٩)، والبخاري (٤٨٢٨)، و (٤٨٢٩)، ومسلم (٨٩٩) (١٦). (٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٥٣٤٢)، والبخاري (٣٢٠٦) من حديث عائشة ﵂. (٣) أخرجه مسلم (٨٩٩) (١٥) من حديث عائشة ﵂. (٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤١٨٠)، والبخاري (٦١٠١)، ومسلم (٢٣٥٦). (٥) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٣١٩)، والبخاري (٢٠). (٦) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٦٣١٢)، وأبو داود (٩٠٤).