وفيها توفي
[إبراهيم بن أحمد]
ابن محمَّد بن موسى، أبو اليُسْر الأنصاري المَوْصِليّ.
قدم بغداد حاجًّا، وحدَّث بها، وكان فقيهًا شاعرًا، كتب إليه أبو الطاهر الهاشمي (١): [من الخفيف]
يا أخي يا عَديلَ روحي ونَفْسي … وصَفيِّي من بين أهلي وجِنسي
وَحْشَتي بالبعاد منك على حَسْـ … ــــبِ سروري بالقرب منك وأُنْسي
فابْقَ لي سالمًا على كلِّ حالٍ … ما دَجا الليل أو بدا ضوء شمسِ
فكتب إليه بديهًا يقول:
أنا أَفديكَ من رئيسٍ جَليلٍ … وقليل له الفداء بنفسي
كنتَ بالقربِ مني في كلِّ وقت (٢) … في سرورٍ مُجَدّد لي وأُنسِ
ونعيمٍ مُؤَبَّدٍ وحُبورٍ … كلَّ يومٍ لديه أُضحي وأُمسي
فكأن الأيامَ أيامُ عيدٍ … وافقت باجتماعنا يومَ عُرسِ
وكأن الظَّلامَ زاد ضَحاءً … حين ألقاه فيه أو ضوء شَمسِ
فنأى واغْتَديتُ بعد تَنائيـ … ــــهِ كأني في ضِيقِ لَحْدٍ وحَبْسِ
وتَبدَّلْتُ بعد طائرِ سَعْدٍ … لفراقي له بطائرِ نَحْسِ
بي إليه على اقترابِ مَزارٍ … ظَمَأٌ فوق ما بَوارِدِ خِمْسِ
يا رئيسًا آباؤه السَّادة الصِّيـ … ــدُ نَمَتْهُ من خير أصلٍ وغَرْسِ
والأديب الذي أَبَرَّ على كُـ … ـــلِّ أديبٍ في كلِّ مَعنى وجِنسِ
قد أتتني أبياتُك الغُرَرُ الزُّهْـ … ـــرُ اللواتي تحيى بها كلُّ نَفْسِ
فأزالتْ عنّي هُمومي بفَقْدَيـ … ـــكَ وأَحْيَتْ مُوَسَّدًا تحت رَمْسِ
وتَسَلَّيتُ عن بِعادك لا عنـ … ــــكَ بدُرٍّ أودعتُه بَطْنَ طِرْسِ
(١) في تاريخ بغداد ٦/ ٥٠١: كتب إلى أبو منصور طاهر.
(٢) في تاريخ بغداد: كنت في القرب منه في كل وقت.