واختلفوا في اسمه ونسبه، فقال ابن سعد (١): جُرْهُم بن ناشم. قال: وأُخبرتُ عن أبي مسهر الدمشقي أنه قال: اسمُه جُرثومة بن عبد الكريم. وقيل: جرثوم بن الأشر، وقيل: لاشر بن جرثوم، وقيل: جرثومة بن ناشج، وقيل: جرثوم بن عَمرو، وقيل: جرهم بن ناشم، أو: لاشم، وقيل: ابن ناسم، بالسين المهملة] (٢).
[وقال ابن سعد:] قدم على رسول الله ﷺ وهو يتجهز إلى حُنَين (٣).
وقيل: إنه شهد بيعة الرضوان وحُنينًا، ونزلَ الشام، وتوفي به في سنة خمس وسبعين.
وحكى ابنُ عساكر عن الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما يخنقُكم. فبينا هو يصلي بالليل؛ قُبضَ وهو ساجد في مُصَلَّاه.
وأسند عن رسول الله ﷺ أحاديث، [منها في "الصحيحين" ثلاثة؛ اثنان متفق عليهما، وواحد لمسلم] (٥).
فمن مسانيده قال: قال رسول الله ﷺ: "إن أحبكم إليَّ وأقربَكم مني في الآخرة أحسنكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوأُكم أخلاقًا (٦)، الثَّرْثَارُون المُتَفَيهِقُون المُتَشَدِّقُون".
(١) طبقات ابن سعد ٩/ ٤١٩. (٢) ينظر "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ١٧٥، و"تهذيب الكمال"٣٣/ ١٦٩ - ١٧٣، و "توضيح المشتبه" ٣/ ١١٤. وهذا الكلام الواقع بين حاصرتين من (ص) وحدها. (٣) في "طبقات" ابن سعد ٩/ ٤٢٠: خيبر. ووقع في "تهذيب الكمال" ٣٣/ ١٦٨: حنين. (٤) ينظر "تاريخ داريا" ص ٥٨. والبَلاط: قرية من قرى غوطة دمشق الشرقية، يحانب المنيحة (المليحة) كما ذكر محمد كرد علي في "غوطة دمشق" ص ١٦٤. (٥) ما بين حاصرتين من (ص) وحدها. وجاء في "تلقيح فهوم أهل الآثر" ص ٣٩٠ أن له في "الصحيحين" أربعة أحاديث، المتفق عليه منها ثلاثة، ولمسلم واحد. وذكر ابن حجر في مقدمة "فتح الباري" ص ٤٧٦ أن له في "صحيح" البخاري ثلاثة أحاديث. (٦) في "مسند" أحمد (١٧٧٣٢): محاسنكم أخلاقًا … مساوئكم أخلاقا. (وقد نُسب الحديث في النسخة ص إليه).