وحجَّ بالنَّاس الفضل بن إسحاق (١) الذي حجَّ بهم عام أوَّل. [والله أعلم].
وفيها توفي
[خالد بن يزيد]
أبو الهيثم، التميميُّ، الخُراسانيُّ، الكاتبُ، أحدُ كُتَّاب الجيش ببغداد، وكان فاضلًا شاعرًا، وله [حكايات و] نوادرُ، قَصَده إلى داره إبراهيمُ بن المهدي، فطرق عليه الباب، فخرج وإبراهيمُ راكبٌ على حمار وعليه طَيلَسان، ومعه خادم، فقال له: أنت القائل: [من المنسرح]
أقولُ للسُّقمِ عُدْ إلى بَدَني … حبًّا لِشَيءٍ يكونُ من سَبَبكْ
قال خالد: نعم، فقال له: أحبُّ أن تنزل عنه، فقال: وهل ينزل الرَّجل عن ولده؟ فتبسَّم وأعطاه ثلاث مئة دينار.
ولقيه أبو تمَّام على بغلة فقال له: أنت القائل: [من المتقارب]
رَقَدْتَ ولم تَرْثِ للسَّاهرِ … وليلُ المحبِّ بلا آخرِ
ولم تَدْرِ بعد ذهابِ الرُّقادِ … ما فعل الدَّمعُ بالنَّاظرِ
فقال: نعم.
ومن شِعره أيضًا (٢): [من السريع]
يا تاركَ الجِسْم بلا قَلبِ … إن كنتُ أهواكَ فما ذَنْبي (٣)
يا مُفْرَدًا بالحُسْن أفْرَدْتَني … منكَ بطُولِ الهَجْر والعَتْبِ
إنْ تكُ عيني أبصرتْ فتنةً … فهلْ على قلبيَ من ذَنْبِ
حسيبُكَ اللهُ لما بي كما … ألقاهُ في فِعلكَ بي حَسْبي
وقد نادم المعتصمَ والمتوكِّلَ وغيرَهما، ولمَّا بنى المعتصم قصرَه بسامُرَّاء قال خالد: [من مجزوء الكامل]
(١) في (ب): الفضل بن العباس، وهو الفضل بن إسحاق بن الحسن بن العباس بن محمد، انظر الطبري ٩/ ٥٢٩.
(٢) من قوله: وله نوادر إلى هنا سقط من (ب).
(٣) في (ب): وذكر الخطيب مقتطفات من شعره منها: يا تارك. . . وهذه الأبيات ليست في "تاريخ بغداد"، وهي في "الأغاني" ٢٠/ ٢٨٦، و"المنتظم" ١٢/ ١٧٦.