وصرخ كَلَدةُ بن الحنبل وهو مع أخيه صفوان بن أمية وهما مشركان: ألا بَطَلَ السحرُ اليومَ، فقال له صفوان: اُسْكت فضَّ الله فاك، فوالله لأن يَرُبَّني رجلٌ من قُريش أحبُّ إلي من أن يربَّني رجلٌ من هوازن (١).
وقال سهيل بن عمرو: لا يجتبرُها محمد وأصحابه، فقال عكرمة بن أبي جهل: إن هذا ليس بقول، إنما الأمر بيد الله ليس إلى محمد منه شيء، إن أُديل عليه اليوم فإن له العاقبة غدًا، فقال له سهيل: والله إن عهدك بخلافه لحديث، فقال له: يا أبا يزيد إنا كنا والله نُوضِعُ في غير شيء وعقولنا عقولنا، نعبد حجرًا لا يضر ولا ينفع (٢).
وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: خرجتُ مع رسول الله ﷺ إلى حُنين وقد أضمرت غِرَّته وقلت: عسى أن أصيب بثأرِ قريش، فلما اختلطَ الناسُ اخترطتُ سيفي وقصدتُه، فلما رفعت يدي رفع لي شُواظٌ من نارٍ كالبرق فسقط السيف من يدي، وناداني رسول الله ﷺ وقال:"أعيذُك بالله يا شيبة" أَطْلعه على ما كان في نفسي، فقلت: أشهد أنك رسول الله، وأحببتُه، فهو أحب إلي من سمعي وبصري (٣).
ذِكْرُ هزيمة المشركين:
كانت الهزيمة أولاً على هوازن، فخلَّفوا الذَّراري، ثم تنادوا: يا حماة السوء اُذكروا الفضائح، فتراجعوا فانكشف المسلمون. فقال الطُلقاءُ بعضهم لبعض: اخذُلوه فهذا وقته، فانهزموا، فهم أول من انهزم.
وقال جابر بن عبد الله: لما انكشف الناسُ والله ما رجعت راجعةُ هزيمتهم حتى وجدنا الأسرى عند رسول الله ﷺ مُكتَّفين، ولما انكشفَ الناسُ قال رسول الله ﷺ لحارثة بن النعمان: يا حارثة كم ترى من الرجال الذين ثبتوا؟ قال: فحزَرْتُهم فكانوا مئة رجل (٤).