ابن قيس بن عدي [بن سعد] بن سهم [بن عمرو] بن هُصَيص، أبو حُذافة السَّهْمّي، وأمه: ضعيفة بنت حِذْيَم من بني سهم (٢)، أسلم قديمًا، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، مرض ببدر مع رسول الله ﷺ، ومات مَقْدَمَ رسول الله ﷺ من بدر، وكان تحته حفصة بنت عمر بن الخطاب ﵁[فخلف عليها رسول الله ﷺ بعد ذلك (٣).
رقية بنت رسول الله ﷺ - (٤)
تزوجها عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، فلما نزلت: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ قالت أمه أم جميل بنت حرب: قد هجانا محمد، وعزمت على ابنها عتبة أن يطلق رقية، وعزم عليه أبوه أيضًا أن يطلقها ففعل]. فزوجها رسول الله ﷺ عثمان ﵁، وهاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين، ثم هاجرت معه إلى المدينة، وكانت قد أسقطت من عثمان ﵁ سقطًا، ثم ولدت بعد ذلك ولدًا سماه: عبد الله، واكتنى به في الإسلام وعاش إلى سنة أربع، وبكت النساء على رقية ﵄، فجاء عمر بن الخطاب ﵁ فجعل يضربهن بسوطه، فأخذه رسول الله ﷺ من يده، وقال:"ابكين وإياكن ونَعيقَ الشيطان، فإنه مهما يكن من القلب والعين، فإنه من الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان". وقعدت فاطمة ﵂ تبكي على شفير، وطفق رسول الله ﷺ يمسح دمعها بطرف ثوبه رحمة لها (٥).
(١) انظر ترجمته: في "الطبقات الكبرى" ٣/ ٣٦٤، و"المنتظم" ٣/ ١٨٥، و"البداية والنهاية" ٣/ ٣١٨، و"الإصابة" ١/ ٤٥٦. وترجم له ابن الجوزي في وفيات السنة الثالثة، وكذا ابن الأثير في "الكامل" ٢/ ١٤٨. وقال ابن حجر: شهد بدرًا وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها. (٢) انظر "الطبقات الكبرى" ٣/ ٣٦٤، وما بين حاصرتين زيادة منه، ومن "نسب قريش" ص ٤٠٠ - ٤٠٢. (٣) "أنساب الأشراف" ١/ ٥٠٨. (٤) انظر ترجمتها في: "الطبقات الكبرى" ١٠/ ٣٦، و"أنساب الأشراف" ١/ ٤٨٥ - ٤٨٦، و"المنتظم" ٣/ ١٣٨، و"الإصابة" ٤/ ٣٠٤ وما بين حاصرتين منها. (٥) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ١٠/ ٣٧، وأحمد في "مسنده" (٣١٠٣) من حديث ابن عباس ﵄. قال ابن سعد: الثبت عندنا من جميع الرواية أن رقية توفيت ورسول الله ﷺ ببدر ولم يشهد دفنها، ولعل هذا الحديث في غيرها من بنات النبي ﷺ اللاتي شهد دفنهن، فإن كان في رقية وكان ثبتًا فلعله أتى قبرها بعد قدومه المدينة، وبكاء النساء عليها بعد ذلك. وقال الذهبي في "الميزان" ٣/ ١٢٨ - ١٢٩: هذا حديث منكر، وفيه شهود فاطمة الدفن، ولا يصح. وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢١٢٧) وفيه أنها زينب.