أَهْوَنُ من قُعَيْسٍ على عَمَّته، هو رجل من أهل الكوفة زار عمته في ليلة باردة وكان بيتها ضَيِّقاً وعندها كلب، فأدخلت الكلبَ البيتَ وأَخرجت قُعَيْساً، فمات من البرد.
وقيل: هو قعيس بن مقاعس من بني تميم، مات أبوه، فرَهَنَتْه عمته على صاع من بُرٍّ، ولم تَستَفِكَّه فاستعبده الذي رهنته عنده (١).
[فصل]
إن البَلاءَ مُوَكَّل بالمَنْطِقِ. أوَّلُ مَن قاله أبو بكر الصديق ﵁(٢).
إن من البَيان لسِحْرا، قاله ﵇ لعَمرو بنِ الأَهْتَم لمّا وَصف الزبرقان بن بدر (٣).
إن البُغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ، يُضرب مثلاً للضَّعيف يصير قويّاً، والذَّليل يَعزُّ، ومعناه: إن مَن جاوَرَنا عَزَّ بنا (٤).
إن الجَبان حَتْفُه من فَوْقه، أوَّلُ مَن قاله عَمرو بنُ مامَة، وكانت مُراد قد أصابته، فقال وهو في سياق الموت:[من الرجز]
لقد حَسَوْتُ المَوتَ قبلَ ذَوْقِه
إن المجَبانَ حَتْفُه من فَوْقِه
والثَّورُ يَحمي أَنْفَه برَوْقِه (٥)
(١) المثلان على الترتيب في الدرة ٢/ ٤٣١ و ٤٣٢، والعسكري ٢/ ٣٧٣، والميداني ٢/ ٤٥٨ و ٤٠٧، والزمخشري ١/ ٤٤٥ و ٤٤٧. (٢) الفاخر ٢٣٥، ومجمع الأمثال ١/ ١٧، وأمثال الحديث لأبي الشيخ (٥١)، ومن كلام عَبيد بن شرية في عيون الأخبار ٢/ ٣٠٥، والمستقصى ١/ ٣٠٥، ومن كلام ابن مسعود ﵁ في الزهد لوكيع (٣١١)، ومصنف ابن أبي شيبة ٨/ ٥٧٨، والزهد لهناد (١١٩٣)، وروي مرفوعاً من حديث علي وحذيفة وأنس وأبي الدرداء وابن مسعود والحسن مرسلاً، وفي كل منها مقال، انظر المقاصد الحسنة (٣٠٥)، وفيض القدير ٣/ ٢٢٣، وتنزيه الشريعة ٢/ ٢٩٦، وكف الخفاء ١/ ٣٤٣. (٣) أخرجه أحمد (٤٦٥١)، والبخاري (٥٧٦٧) من حديث ابن عمر ﵁، وأخرجه مطولاً العسكري ١/ ١٣، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٣١٦ و ٣١٧، وانظر الميداني ١/ ٧، والزمخشري ١/ ٤١٤، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٢٧١ (السيرة)، والبداية والنهاية ٧/ ٢٤٢ و ٢٤٣ (هجر). (٤) أمثال أبي عبيد ٩٣، والبكري ١٢٩، والعسكري ١/ ١٩٧ و ٢٣١، والميداني ١/ ١٠، والزمخشري ١/ ٤٥٢. (٥) أمثال أبي عبيد ٣١٦، والبكري ٤٣٩، والعسكري ١/ ١١٤، والميداني ١/ ١٠، والزمخشري ١/ ٤٠٣.