كان من الأماثل الأفاضل، كثيرَ الصَّدقات، متواضعًا، سخيًّا جَوَادًا، مِقْدامًا، متنضِّلًا من المظالم، وكان عمُّه صلاح الدين قد استنابه بالشَّام.
وقال العماد: كان يفضل بالفضائل على أهله، ويغني السُّؤَّال عن الابتذال بكرم بَذْله، ومن أَخصِّ خواصه وذوي استخلاصه تاج الدين الكِنْدي علامة زمانه، وحَسَّان إحسانه، ووزير دَسْته ومشير [وقته، وجليس](٢) أنسه، وشعاع شَمْسه، وحبيبُ نفسه، وكان فَرُّخْشاه شاعرًا فصيحًا [(٣) قال العماد: أنشدني في قلعة دمشق، ونحن بين يدي صلاح الدين هذه الأبيات]:[من الطويل]
فلا تَصْنَعِ المعروفَ مَعْ غيرِ أهله … فظُلْمُكَ وَضْعُ الشَّيء في غير مَوْضِعِهْ (٤)
وقال:[من الخفيف]
كلَّ يومٍ يسعى إلى المُلْكِ قومٌ … في ازديادٍ وعُمْرهُمْ في انتقاصِ
شَرَكٌ هذه الأماني فيا لـ … ـــلَّهِ كَمْ واقعٍ بغير خلاصِ
وقال:[من الرمل]
أَقْرَضُوني زمنًا قُرْبَهُم … واستعادوا بالنَّوى ما أَقْرَضُوا
أنا راضٍ بالذي يُرْضيهمُ … ليتَ شِعْري بتلافي هل رضوا
وقال في وصف دمشق:[من الطويل]
دمشقُ سَقَاك الله صَوْبَ غمامةٍ … فما غائبٌ عنها لديَّ رشيدُ
عسى مُسْعِدٌ لي أن أبيتَ بأَرْضها … على أنني لو صحَّ لي لسعيدُ
(١) له ترجمة في "خريدة القصر" بداية قسم شعراء الشام: ١١٣ - ١٣٣، و"الكامل": ١١/ ٤٩١، و"كتاب "الروضتين": ٣/ ١٢٦ - ١٣٣، "وفيات الأعيان": ٢/ ٤٥٢ - ٤٥٣، و"النجوم الزاهرة": ٦/ ٩٣. (٢) ما بين حاصرتين من "الروضتين": ٣/ ١٢٩. (٣) في (ح): "فمن شعره" والمثبت من (م) و (ش). (٤) "الخريدة": ١١٥.