واتَّفقوا على أنَّه كان ثقةً صدوقًا، صاحبَ فقهٍ وسنَّة، نبيلًا جليلًا، كثيرَ الحديث صحيح السَّماع [كتب عنه الأئمَّة والحفَّاظ، وذكره الحافظُ ابن عساكرٍ فقال (١): قدم دمشقَ وسمع يحيى بنَ حمزة، وصَدَقة بنَ خالد، وأبا عَوَانة، وأبا يوسفَ القاضي. وذكر بعضَ مَن ذكرنا، قال: وقال البخاريّ: دخلنا عليه سنةَ عشرٍ ومئتين، كذا ذكر في "التاريخ الصغير"(٢) ولم يُخرِّج عنه في "الصحيح"، وإنَّما خرَّج عن رجلٍ عنه].
موسى بنُ سليمانَ الجُوزجانيّ
أبو سليمان، الفقيهُ الحنفي.
[كان](٣) فقيهًا بصيرًا بالرأي، ويذهب مذهبَ أهل السنَّة، وكان صدوقًا.
عرض عليه المأمونُ القضاء، فقال: يا أميرَ المؤمنين، احفظ حقوقَ اللهِ في القضاء، ولا تولِّ على أمانتك مثلي؛ فإني واللهِ غيرُ مأمون الغضب، ولا أرضى نفسي لله أن أحكمَ في عباده. فقال: صدقتَ وقد أعفيناك. وكانت وفاتُه ببغداد.
أسند عن ابن المباركِ وغيره، واتَّفقوا على دينه وورعِه وثقته وصدقِه رحمةُ الله عليه.
* * *
(١) في تاريخ دمشق ١٧/ ٢١ (مخطوط). وما بين حاصرتين من (ب). (٢) ذكره في تاريخه الصغير والكبير، ولم نقف فيهما على هذا الكلام. (٣) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ١٥/ ٢٦، والمنتظم ١٠/ ٢٤٦، وتنظر ترجمته أيضًا في السير ١٠/ ١٩٤، وتاريخ الإسلام ٥/ ٤٦٨ - ٤٦٩.