من أكابر المعتزلةِ بالبصرة، وله مقالاتٌ معروفة يقرِّر فيها مذاهبَ المعتزلة (٢). وقد رُوي رجوعُه عن علم الكلام؛ فقال أحمدُ بن سنان: كان الوليدُ خالي، فلمَّا حضرته الوفاةُ قال لبنيه: هل تعلمون أحدًا أعلمَ مني بعلم الكلام؟ قالوا: لا، قال: فتتَّموني؟ قالوا: لا، قال: فأُوصيكم أَتقبلون مني؟ قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحابُ الحديث، فإني رأيت الحقَّ معهم، ولست أعني الرؤساء، ولكن هؤلاء الممزّقين، ألم ترَ أحدَهم يأتي إلى الرئيس منهم فيخطِّئه ويهجِّنه!
[وفيها توفِّي]
يَسَرةُ بن صفوانَ
ابن جميل أبو صفوانَ الدِّمشقي. أصلُه من البَلَاط قريةٍ بغوطة دمشق [كان يسكنها واثلةُ بن الأسقع.
وحكى الحافظُ ابن عساكرٍ عن أبي زُرعةَ الدمشقيِّ أنَّه ذكره في "أهل الفتوى من أهل دمشق"(٣) قال: وقال الكلاباذي:] وُلد سنةَ عشرٍ ومئة، وأنشد له (٤): [من الكامل]
ولَربَّما ابتسم الكريمُ من الأذى … وضميرُه من حرّه يتأوَّهُ
و [اختلفوا في وفاته، فقال الكلاباذي:] مات في سنة عشرٍ ومئتين، [وقال أبو
(١) هذه النسبة إلى بيع الثياب. الأنساب ١٠/ ٣٧١. (٢) كذا قال، وكذا نقل عنه ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ٢/ ٢١٠، وفي الكلام نظر. انظر تاريخ بغداد ١٥/ ٦١٢، والمنتظم ١٠/ ٢٧٣، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٧٢٢، والسير ١٠/ ٥٤٨. وانظر ما سيأتي. (٣) في (خ): كان من أهل الفتوى. وتنظر ترجمته في مختصر تاريخ دمشق ٢٨/ ٣٦، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٤٨٣، وتهذيب الكمال، وما بين حاصرتين من (ب). (٤) في (خ): ومن شعره. وفي تاريخ الإِسلام ٥/ ٤٨٣: ومن شعره فيما قيل، وفي العقد الفريد ٢/ ٢٨٣: للأحنف أو غيره.