من ولد كعب بن مالك، أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا (٢) [ويعرف بقاضي المارَسْتان، ويعرف أبو بكر أيضًا بابن أبي طاهر.
ولد بالنَّصرية غربيِّ بغداد، ونشأ بها، وقال جَدِّي: كُنَّا إذا سألناه عن مولده يقول: أَقْبلوا على شأنكم. ثم أسند هذا اللفظ إلى مالك بن أنس (٣) أنه كان يقول ذلك. وفي روايةٍ: لا ينبغي لأحدٍ أَنْ يُخْبِرَ بمولده، لأَنَّه إنْ كان صغيرًا استحقروه، وإنْ كان كبيرًا استهرموه] (٤).
وكان [الأنصاري](٥) ينشد: [من الكامل]
احفَظْ لسانَكَ لا تَبُح بثلاثةٍ … سنٍّ ومالٍ ما استطعتَ ومَذهبِ
وقال: مولدي يوم الثّلاثاء عاشر صَفَر سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
[قال](٥): وحضر منجِّمان عند ولادتي، فأجمعا على أني أعيش اثنتين وخمسين سنة، وها أنا قد جاوزت التِّسْعين.
وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، [وأول سماعه الحديث من البَرمكي في سنة خمس وأربعين وأربع مئة حضورًا](٥) وتفقَّه على [القاضي أبي يعلى](٥) ابن الفَرَّاء الحَنْبلي، [وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغاني](٥)، وعَمِرَ حتى ألحق
(١) له ترجمة في "الأنساب": ١٢/ ٩٤، و"تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ١٥/ ٥٨٢ - ٥٨٤، و"المنتظم": ١٠/ ٩٤ - ٩٢، و"معجم البلدان": ٥/ ٢٨٨، و"اللباب": ٣/ ٣١١ - ٣١٢، و"الكامل": ١١/ ٨٠، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٢٣ - ٢٨، وفيه تتمة مصادر ترجمته. (٢) في (ع) و (ح): أحد الثلاثة الذين خلفوا، كان: إذا سئل عن مولده .. وما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٣) في (م) و (ش): أنس بن مالك، وهو قلب، صوابه مالك بن أنس كما في "المنتظم". (٤) بعد هذه العبارة في (م) و (ش): وكان الشافعي إذا سئل عن مولده يقول للسائل: أقبل على شأنك. قلت: وهذه العبارة ليس موضعها هنا بعد أن اختصر إسناد هذه الحكاية، إذ إن الشافعي يرويها مسلسلة عن مالك بن أنس، انظر "المنتظم": ١٠/ ٩٢. (٥) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).