من أبناء الملوك، ترك الدُّنيا وتزهَّد، وصحب [أبا عُبيد البُسْريّ، و] أبا تراب النَّخْشَبيَّ وغيرهما.
[قال أبو نعيم الأصبهاني: سمعت أبا عبد الرَّحمن السُّلمي (١) يقول: سمعت جدي أبا عمرو بن نُجيد يقول:] كان [شاه بن شجاع] حادَّ الفِراسة؛ قلَّما أخطأت فراسته.
وكان يقول: مَن غضَّ بصرَه عن المُحرَّمات، وأمسك نفسَه عن الشَّهوات، وعمَّر باطنَه بدَوام المُراقبات، وظاهرَه باتِّباع السُّنَّة، وعوَّد نفسه أكلَ الحلال؛ لم تُخطئ له فراسة قطّ.
وقال: مَن صَحِبك ووافقك على ما تُحبّ، وخالفك فيما تكره فإنَّما يصحب هواه، ومَن صَحب هواه فهو يَطلب راحةَ الدُّنيا. [وله الكلام المليح].
وكانت وفاته هذه السَّنة، وقيل: قبلَها، والله أعلم (٢).
[وفيها توفي]
عبد الله بن مُسلم بن قُتَيبة
أبو محمد، المَرْوزيّ، الكاتب.
[ويقال: الدِّينَوَري لأنَّه أقام بالدِّينَوَر مدَّة فنسب إليها، و] مولده بمَرْو، [و] سكن بغداد، وصنَّف الكتب:"غريب الحديث"، و"غريب القرآن"، و"مشكل القرآن" و"مشكل الحديث"، و"أدب الكاتب"، و"المعارف"، و"عيون الأخبار" وغير ذلك. [وأقام ببغداد إلى أن توفي في هذه السَّنة.]
(١) "حلية الأولياء" ١٠/ ٢٣٧، و"طبقات الصوفية" ص ١٩٢. وما بين معكوفين من (ب). (٢) ذكره ابن الجوزي في "المنتظم" ١٣/ ١٢٦، وابن خميس في المناقب ١/ ٣٩٧، والذهبي في "تاريخ الإسلام" ٦/ ٩٥١ في وفيات سنة تسع وتسعين ومئتين.