وممَّن اسمُه عبد الله بن عمر [من غير الصحابة]
[عبد الله بن عمر بن عبد الله]
ابن عليّ العبشمي أبو عديّ (١) العَبْليّ، شاعر مخضرم في الدولتين.
وفدَ على هشام بن عبد الملك، فامتدحَه بقصيدة منها.
عَبْدُ شمسٍ أبوك وَهْوَ أبونا … لا نُناديك من مكانٍ بعيدِ
والقَراباتُ بينَنا واشِجاتٌ … مُحْكَماتُ القُوَى بِعَقْدٍ شديدِ (٢)
فأعطاه ابنُ عبد الملك عطيَّةً لم يَرضَها، وفَرَّقَ في بني مخزوم أخوالِه أموالًا، فقال:
خَسّ (٣) حظِّي أَنْ كنتُ من عَبْدِ شمسٍ … ليتني كنتُ من بني مخزومِ
فأفوزَ الغَداةَ فيهم بسهمٍ … وأبيعَ الأبَ الكريمَ بِلُومِ
وكان العَبْليُّ يُنكرُ على بني أمية شَتْمَ عليٍّ ﵇، فنفَوْه عن الشام، فانتقلَ إلى المدينة وقال:
شرَّدُوني (٤) عند امتداحي عليًّا … ورأَوْا فيَّ ذاك داءً دَوِيَّا
فَوَرَبِّي لا أبْرَحُ الدَّهْرَ حتّى … تُخْتَلَى مهجتي أُحِبُّ (٥) عليَّا
وبَنِيهِ لِحُبِّ أحمدَ إنِّي … كنتُ أحْبَبْتُهمْ بحبِّي (٦) النبيَّا
حبَّ دينٍ لا حبَّ دنيا وشرُّ … الحُبِّ حبٌّ يكونُ دُنْياويَّا
فنفَعَه ذلك لما ظهر بنو العباس فأمَّنوه.
(١) في (أ) و (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): أبو علي، والتصويب من "تاريخ دمشق" ٣٧/ ١١٧ وغيره من المصادر.
(٢) الأغاني ١١/ ٣٠٣، و "تاريخ دمشق" ٣٧/ ١١٩. وجاء البيتان في "الأغاني" أيضًا ١١/ ٣٠٧ ضمن قصيدة. وروايته فيه: بجبلٍ شديدِ.
(٣) في النسخ المذكورة: حظ. والمثبت من المصادر.
(٤) في "الأغاني" ١١/ ٣٠٣: شرَّدوا بي.
(٥) في "الأغاني": بحبِّي، بدل: أحبُّ.
(٦) في (د) و (خ): كحبِّي، وفي (ب): لحبِّي. المثبت من (أ)، وهو الوانق لما في "الأغاني" ١١/ ٣٠٣.