فقام عامر بن أُحيمر بن بَهدلة السَّعْدي فأتَزَرَ بأحدهما، وارتدى بالآخر. فقال له النعمان: أنت أعزُّ العرب؟ قال: نعم. قال: ولمَ؟ قال: لأن العزَّ والعَدد في مَعَدّ، ثم في نزار، ثم في مُضَر، ثم في خِندِف، ثم في تميم، ثم في سعد، ثم في كعب، ثم في عَوف، ثم في بَهدلة، فمن أنكر هذا، فليبارني (١) أو يُنافرني. فلم يُجِبْه أحد، فقال له النعمان: فهذه عشيرتُك، فكيف أنت في نفسِك وأهلِ بيتك؟ فقال: أنا أبو عشَرةٍ، وعمُّ عشرة، وأخو عشرة، وخالُ عشرة، وأما أنا في نفسي فهذا شاهِدي، ثم وضع قدمه في الأرض وقال: مَن أزالها عن مكانها فَله مئةُ ناقةٍ من الإبل سودِ الحَدَق، فقام الجماعة إليه فلم يقدِرْ أحد على زوال قَدَمِه من الأرض، فذهب بالبُردَين، فافتخر الفرزدقُ بذلك.
ولما بلَغَ بعضَ ملوك الروم هذا قال: يا معاشرَ العرب، حسَّنتُم كلَّ شيء حتى الفِرار.
وقال بشارٌ العُقيلي في سليمان بن علي، وقد وَصَل رجلاً وأحسن إليه:[من البسيط]
(١) في (خ): فليبارزني، وفي (ب): فليناوئني، والمثبت من (ك). (٢) العقد الفريد ٥/ ٣٣٣، والبيت في ديوانه ٣/ ١٥٣٥. (٣) في (ب): فصددتُ، وانظر العقد الفريد ٥/ ٣٣٦، والبيتان في سيرة ابن هشام ٢/ ١٨.