في التلخيصِ (١) بأنَّ لفظَ الحديثِ: "عشرٌ مِنَ الفِطرةِ"، قالَ: بلْ ولو وردَ بلفظِ مِنَ السنةِ لم ينتهضْ دليلًا على عدمِ الوجوبِ لأنَّ المرادَ بهِ السنةُ أَي الطريقةُ لا السنةُ بالمعنى الاصطلاحيِّ الأصوليِّ".
قالَ: وفي البابِ عن ابن عباسٍ مرفوعًا: "المضمضةُ والاستنشاقُ سنة" رواه الدارقطني (٢) وهو ضعيف.
[[الباب الخامس] باب الختان]
١٤/ ١٣١ - (عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ﵁ أن النَّبِيّ ﷺ قالَ: "اخْتَتنَ إبْراهِيمُ خَلِيلُ الرَّحمن بَعْدَ ما أتتْ عَليهِ ثَمانُونَ سَنةً، وَاخْتَتَنَ بِالقَدُومِ". مُتَّفَقٌ عَليْهِ إلَّا أن مُسْلِمًا لمْ يَذْكُرِ السِّنينَ) (٣). [صحيح]
قوله:(الخِتانُ)(٤) بكسرِ المعجمةِ وتخفيفِ المثناةِ مصدرُ خَتَنَ أَي قَطَعَ، والخَتْنُ بفتحٍ ثم سكونٍ قطعُ بعضٍ مخصوصٍ من عضوٍ مخصوصٍ، والاختِتَانُ والختانُ اسمٌ لِفِعْلِ الخاتنِ، ولموضِعِ الختانِ كما في حديثِ عائشةَ: "إذا التقَى الختانانِ" (٥).
(١) (١/ ٧٧ - ٧٨). (٢) في سننه (١/ ٨٥ رقم ٨) وقال الدارقطني: إسماعيل بن مسلم ضعيف. وقال ابن حجر في "التلخيص" (١/ ٧٨): وهو حديث ضعيف. (٣) أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٢) و (٢/ ٤١٨). والبخاري في صحيحه رقم (٣٣٥٦). ورقم (٦٢٩٨) ومسلم رقم (٢٣٧٥). قلت: وأخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (١٢٤٤) والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ٣٢٥) من طرق. (٤) انظر: "الفائق في غريب الحديث" للزمخشري (١/ ٣٥٤). و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ١٥). (٥) أخرجه أبو داود في السنن (١/ ١٤٨ رقم ٢١٦) من حديث أبي هريرة. ولفظه: "إذا قعد بين شُعبها الأربع، وألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل". وهو حديث صحيح. وأخرجه البخاري ومسلم بلفظ مقارب. وأخرج مالك في الموطأ (١/ ٤٥ - ٤٦) عن سعيد بن المسيب، أن عمرَ بن الخطاب، =