[الباب الثاني عشر] باب ثُبُوْتِ القِصَاصِ بالإِقْرَارِ
٣٥/ ٣٠٢٩ - (عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قالَ: إني لَقاعِدٌ مَعَ النَّبِيّ ﷺ إذْ جاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَة فَقالَ: يا رَسُولَ الله هَذَا قَتَلَ أخِي، فَقالَ رَسُولُ الله ﷺ: "أقَتَلْتَهُ؟ "، فَقالَ: إنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ البَيِّنَةَ، قالَ: نَعَمْ، قَتَلْتُهُ، قالَ: "كيْفَ قَتَلْتَهُ؟ "، قالَ: كُنْتُ أنا وَهُوَ نَحْتَطِبُ مِنْ شَجَرَةٍ فَسَبَّنِي فأغْضَبَنِي، فَضَرَبْتُهُ بالفأسِ على قَرْنِهِ فَقَتَلْتُهُ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: "هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدّيهِ عَنْ نَفْسِكَ؟ " [قالَ] (١): ما لي مالٌ إلَّا كسائي وَفأسِي، قالَ: "فَتَرى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ؟ "، قالَ: أنا أهْوَنُ عَلى قَوْمِي مِنْ ذَاكَ، فَرَمَى إلَيْهِ بِنِسْعَتِهِ وَقالَ: "دُونَكَ صَاحِبَكَ"، قالَ: فانْطَلَقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَلَمَّا وَلَّى قالَ رَسُولُ الله ﷺ: "إنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ"، فَرَجَعَ فَقالَ: يا رَسُولَ الله بَلَغَنِي أنَّكَ قُلْتَ: إنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ وأخَذْتُهُ بِأمْرِكَ، فَقالَ رَسُولُ الله ﷺ: "أمَا تُرِيدُ أنْ يَبُوءَ بإثْمِكَ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ؟ "، فَقالَ: يا نَبِيَّ الله لَعَلَّهُ، قالَ: بَلى، قالَ: فإنَّ ذلكَ كَذَلِكَ، فَرَمَى بِنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٢) وَالنسائيُّ (٣). [صحيح]
وفِي رِوَايَةٍ قالَ: "جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ بِحَبشِيّ فَقَالَ: إنَّ هَذَا قَتَلَ أخِي، قالَ: "كيْفَ قَتَلْتَهُ؟ "، قالَ: ضَرَبْتُ رأسَه بالفأسِ ولَمْ أُرِدْ قَتْلَهُ، قالَ: "هَلْ لَكَ مالٌ تُؤدّي دِيَتَهُ؟ "، قالَ: لا، قالَ: "أفَرأيْتَ إنْ أرْسَلْتُكَ تَسألُ النّاسَ تَجْمَعُ دِيَتَهُ؟ "، قالَ: لا، قالَ: "فَمَوالِيكَ يُعْطُونَكَ دِيَتَهُ؟ "، قالَ: لا، قالَ لِلرَّجُلِ: "خُذْهُ"، فَخَرَجَ بِهِ لِيَقْتُلَهُ، فَقالَ رَسُولُ الله ﷺ: "أمَّا إنَّهُ إنْ قَتَلَه كانَ مِثْلَهُ"، فَبَلَغَ بِهِ الرَّجُلُ حَيْثُ سَمِعَ قَوْلَهُ، فَقالَ: هُوَ ذَا فَمُرْ فِيهِ ما شِئْتَ، فَقالَ رَسُولُ الله ﷺ: "أرْسِلْهُ يَبُوءُ
(١) في المخطوط (ب): (فقال).(٢) في صحيحه رقم (٣٢/ ١٦٨٠).(٣) في سننه رقم (٤٧٢٧).وهو حديث صحيح.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute