قوله:(في سُكّ) بمهملة مضمومة فكاف مشددة، وهو طيبٌ يُتَّخَذُ من الرامِكِ مَدْقوقًا مَنْخولًا مَعْجونًا بالماءِ، ويُعْرَكُ شديدًا، ويُمْسَحُ بدُهْن الخَيْرِيِّ لئلا يَلْصَقَ بالإناءِ ويُتْرَكُ ليلةً، ثم يسحقُ المسكُ ويُعرك شدِيدًا ويُتْرَكُ يَومينِ، ثم يُثْقَبُ بِمسَلَّةٍ ويُنْظَمُ في خيطِ قِنَّب ويُتْرَكُ سَنَةً، وَكُلما عَتُقَ طابتْ رائحتُهُ" قاله في القاموس (١)، والرامك بالراء كصاحب: شيء أسود يخلط بالمسك. والقِنب: نوع من الكتان.
[[طهارة عرق الآدمي مجمع عليه]]
وفيه دليل على طهارة العرق لأنه وقع منه ﷺ التقرير لأم سُليم وهو مجمع على طهارته من الآدمي.
قوله:(بجلجل) بجيمين مضمومتين بينهما لام: الجرس. قال الكرماني (٢): ويحمل على أنه كان مموّها بفضة لا أنه كان كله فضة. قال الحافظ (٣): "وهذا ينبني على أن أم سلمة كانت لا تجيز استعمال آنية الفضة في غير الأكل والشرب، ومن أين له ذلك فقد أجاز ذلك جماعة من العلماء".
قلت: والحق الجواز إلا في الأكل والشرب لأن الأدلة لم تدل على غير هاتين الحالتين.
(١) المحيط ص ١٢١٧. (٢) هو محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني الشافعي نزيل بغداد، ولد سنة (٧١٧ هـ) ومات سنة (٧٨٦ هـ). وهو شارح لصحيح البخاري. ["شذرات الذهب" (٦/ ٢٩٤)]. (٣) في "فتح الباري" (١٠/ ٣٥٣). (٤) ص ٤٤٨ رقم الحديث (٢٥/ ١٤٢) من كتابنا هذا.