قال الأصبهاني (١) وابن الأثير (٢): هو كناية عن الإسراع: أي تذهب بسرعةٍ إلى منزل أبويها لكثرة جفائها [لقبح](٣) منظرها أو لشدّة شوقها إلى الأزواج لبعد عهدها.
قال ابن قتيبة (٤): سألت الحجازيين عن الافتضاض فذكروا أن المعتدَّةَ كانت لا تمسُّ ماءً ولا تقلم ظفرًا ولا تزيل شعرًا، ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر، ثم تفتضُّ: أي تكسرُ ما كانت فيه من العدَّةِ بطائر تمسحُ به قبلها فلا يكادُ يعيشُ ما تفتضُّ به.
قال الحافظ (٥): وهذا لا يخالف تفسير مالك لكنه أخص منه لأنه أطلق الجلد فتبين أن المراد به جلد القبل. والافتضاض بالفاء: الاغتسال بالماء العذب لإزالة الوسخ حتى تصير بيضاء نقية كالفضة.
[[الباب الرابع] باب ما تجتنب الحادة وما رخص لها فيه]
(١) في مفردات ألفاظ القرآن (ص ٦٥٢). (٢) في "النهاية" (٢/ ٤٠٨). (٣) في المخطوط (أ): (بقبح). (٤) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٩/ ٤٨٩). (٥) في "الفتح" (٩/ ٤٨٩). (٦) البخاري رقم (٣١٣) ومسلم رقم (٦٧/ ٩٣٨). (٧) أحمد في المسند (٥/ ٨٥) والبخاري رقم (٥٣٤٢) و (٥٣٤٣) ومسلم رقم (٦٦/ ٩٣٨).