"انقطع" وقد استنكر هذا الحديث أبو حاتم لأنَّه من رواية عدي بن ثابت عن أبيه عن جده، وجده لا يعرف، وقد ضعف الحديث أبو داود (١).
قوله:(فإنه أسود يعرف)، قاله ابن رسلان في شرح السنن: أي تعرفه النساء. قال شارح المصابيح (٢): هذا دليل التمييز، انتهى. وهذا يفيد أن الرواية "يُعْرَف" بضم حرف المضارعة وسكون العين المهملة وفتح الراء، وقد روي بكسر الراء: أي له رائحة تعرفها النساء.
قوله:(عِرْق) بكسر العين وإسكان الراء: أي أن هذا الدم الذي يجري منك من عرق فمه في أدنى الرحم، ويسمى العاذِل بكسر الذال [المعجمة](٣).
والحديث فيه دلالة على أنه يعتبر التمييز بصفة الدم، فإذا كان متصفًا بصفة السواد فهو حيض وإلا فهو استحاضة. وقد قال بذلك الشافعي والناصر (٤) في حق المبتدأة.
وفيه دلالة أيضًا على وجوب الوضوء على المستحاضة لكل صلاة وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى.
[الباب الثالث] باب من تحيض ستًا أو سبعًا لفقد العادة والتمييز
(١) في "السنن" (١/ ١٩٧ - ١٩٨). (٢) "شارح المصابيح هو العلامة الملا علي القاري"، والشرح: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصباح. (٢/ ٢٥٥ رقم الحديث ٥٥٨). (٣) زيادة من (أ) و (ب). (٤) في "البحر الزخار" (١/ ١٣٠). (٥) زيادة من (ج).