قوله:(ثم قلنا: لو دخلنا المدينة … إلخ) لفظ أبي داود (٣) فقلنا: ندخل المدينة، فنبيت فيها، لنذهب ولا يرانا أحد، فدخلنا فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله ﷺ؛ فإن كانت لنا توبة أقمنا؛ وإن كان غير ذلك ذهبنا، فجلسنا لرسول الله ﷺ قبل صلاة الفجر، فلما خرج قمنا إليه فقلنا: نحن الفرَّارون، فأقبل إلينا فقال:"لا، أنتم العكارون"، فدنونا فقبَّلنا يده، فقال: أنا فئة المسلمين.
قوله:(العكَّارون) - بفتح العين المهملة وتشديد الكاف - قيل: هم الذين يعطفون إلى الحرب.
وقيل: إذا حاد الإِنسان عن الحرب ثم عاد إليها يقال: قد عكر، وهو عاكر، وعكَّار.
قال في القاموس (٤): العكَّار: الكرَّار، العطَّاف، واعتكروا: اختلطوا في الحرب، [والعسكر](٥): رجعَ بعضهُ فلم يُقدر على عدِّه، انتهى.
[الباب الثاني والعشرون] بابُ مَنْ خَشِيَ الأَسْرَ فلَهُ أن يُسْتَأسَرَ، وله أنْ يُقَاتِلَ حتى يُقْتَلَ
(١) سورة فصلت، الآية: (٤٨). (٢) النهاية (١/ ٣١٨ - ٣١٩). (٣) في السنن رقم (٢٦٤٧) وهو حديث ضعيف. (٤) القاموس المحيط ص ٥٧٠. وانظر: "النهاية" (٢/ ٢٤٢) والفائق (١/ ٢٥٠). (٥) في كل طبعات "نيل الأوطار" حرِّفت إلى (والعكر) والمثبت من (أ)، (ب) والقاموس المحيط ص ٥٧٠.