والحديث يدل على مشروعية إجهاد النفس في العبادة من الصلاة وغيرها ما لم يؤده ذلك إلى الملال، وكانت حالته ﷺ أكمل الأحوال، فكان لا يمل من عبادة ربه.
بل كان في الصلاة قرة عينه وراحته كما قال في الحديث الذي رواه النسائي (١) عن أنس: "وجعلت قرة عيني في الصلاة"، وكما قال في الحديث الذي رواه أبو داود (٢): "أرحنا بها يا بلال".
[[الباب التاسع عشر] باب إخفاء التطوع وجوازه جماعة]
لكن له (٥) مَعْنَاهُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ). [صحيح]
حديث عبد الله بن سعد الذي أشار إليه المصنف [رحمه الله تعالى](٦) أخرجه أيضًا الترمذي في الشمائل (٧)، ولفظه:"قال: سألت رسول الله ﷺ: أيما أفضل: الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد، فلأن أصلي في بيتي أحب إليّ من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة".
(١) في سننه (٧/ ٦١ رقم ٣٩٣٩) بسند حسن. (٢) في سننه رقم (٤٩٨٥) وهو حديث صحيح. (٣) زيادة من (جـ). (٤) أحمد (٥/ ١٨٢) والبخاري رقم (٧٣١) ومسلم رقم (٢١٣/ ٧٨١) وأبو داود رقم (١٠٤٤) والترمذي رقم (٤٥٥) والنسائي (٣/ ١٩٧). وهو حديث صحيح. (٥) أي لابن ماجه في سننه رقم (١٣٧٨). قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ٤٤٤): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات … " اهـ. (٦) زيادة من المخطوط (أ) و (جـ). (٧) في الشمائل رقم (٢٩٠). قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ٣٤٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤١٢). وهو حديث صحيح.