وقد ذهب إلى بطلان الصلح عن إنكار: الشافعي (١)، ومالك (٢)، وأبو حنيفة (٣)، والهادوية (٤).
قوله:(قم فاقضه) قيل: هذا أمر على جهة الوجوب؛ لأن ربَّ الدين لما طاوع بوضع الشطر تعين على المديون أن يعجل إليه دينه، لئلا يجمع على ربّ المال بين [الوضيعة](٥) والمطل.
[الباب الثاني عشر] بابُ إنَّ حُكْمَ الحَاكِمِ يَنْفُذُ ظاهِرًا لا بَاطِنًا
قوله:(إنما أنا بشر) البشر: يطلق على الجماعة، والواحد: بمعنى: أنه منهم، والمراد: أنَّه مشارك للبشر في أصل الخلقة، ولو زاد عليهم بالمزايا التي اختُصَّ بها في ذاته وصفاته.
والحصر هنا مجازي؛ لأنه يختصُّ بالعلم الباطن، ويسمى: قصر قلب، لأنه أتي به ردًّا على من زعم: أن من كان رسولًا فإنه يعلم كل غيب؛ حتى لا يخفى عليه المظلوم من الظالم.
(١) "روضة الطالبين" للنووي (٤/ ١٩٨ - ١٩٩) والبيان للعمراني (٦/ ٢٤٦ - ٢٤٧). (٢) عيون المجالس (٤/ ١٦٥١ رقم ١١٦٥) والتهذيب في اختصار المدونة (٣/ ٣٣٠). (٣) البناية في شرح الهداية (٩/ ٤ - ٥) وانظر: "المغني" لابن قدامة (٧/ ٦). (٤) البحر الزخار (٥/ ٩٥). (٥) في المخطوط (ب): (الوضعية). (٦) أحمد في المسند (٦/ ٣٠٨) والبخاري رقم (٧١٦٩) ومسلم رقم (٤/ ١٧١٣) وأبو داود رقم (٣٥٨٣) والترمذي رقم (١٣٣٩) والنسائي رقم (٥٤٠١) وابن ماجه رقم (٢٣١٧). وهو حديث صحيح.