لا تَطْلُبنَّ حياةً عند غيرهمُ … فليس يُحييك إلَّا من تَوَفَّاكا
وقال: [من الخفيف]
أتَرى الجِيرةَ الذين تَداعَوْا … عند سَيرِ الحبيبِ قبلَ الزَّوالِ
عَلِموا أنَّني مُقيمٌ وقلبي … راحلٌ فيهمُ أمام الجِمالِ
مثلَ صاع العزيزِ في أَرحُلِ القو … مِ ولا يعلمون ما في الرِّحالِ
ما أعزَّ المعشوقَ ما أهونَ العا … شِقَ ما أقْتل الهوى للرِّجالِ (١)
وقال: [من المتقارب]
أَطَلْتَ وعَذَّبْتَني يا عَذولُ … بُليتُ فدَعْني حَديثي يَطولُ
هوايَ هوى باطنٌ ظاهرٌ … قديمٌ حديثٌ لطيفٌ جليلُ
ألا ما لِذا اللَّيلِ لا يَنقضي … كذا ليلُ كلِّ محبٍّ يَطولُ
أبِيتُ أُساهِرُ نَجْمَ الدُّجى … إلى الصُّبح وحدي ودَمْعي يَسيلُ (٢)
وقال: [من المنسرح]
يطوفُ بالرَّاح بيننا رَشَأٌ … مُحَكَّمٌ في القُلُوب والمُقَلِ
يكادُ لَحْظُ العُيونِ حين بدا … يَسفِكُ من خدِّه دَمَ الخَجَلِ
وقال أيضًا: [من مجزوء الكامل]
اصبرْ على كَيدِ الحَسو … دِ فإنَّ صبرَكَ قاتلُهْ
كالنَّارِ تأكُلُ بعضَها … إنْ لم تَجِدْ ما تأكُلُهْ
وقال في عُبيد الله بن سليمان: [من الطويل]
لآل سليمانَ بنِ وَهْبٍ صنائعٌ … إليَّ ومعروفٌ لدَيَّ تقدَّما
هُمُ علَّموا الأيامَ كيف تَبَرُّني … وهُمْ غَسَلُوا عن ثوبِ والدِيَ الدَّما
وقال وقد افتصد أبوه: [من الخفيف]
يا دمًا سال من ذِراع الإمامِ … أنتَ أزكى من عَنْبرٍ ومُدامِ
(١) المنتظم ١٣/ ٨٧، ٨٨.
(٢) ديوانه ص ٣٢٩، والمنتظم ١٣/ ٨٩، وأشعار أولاد الخلفاء ٢٣٩.