[حكى الصولي وقال:] كان المتوكل يستحيي أن يَنْكِبَ ابنَ أبي دؤاد؛ لإحسانه إليه في أيَّام الواثق، ولما كانَ يقومُ به من أمره، واختيارِه له يوم البيعة بالخلافة، و [لكن] كان يكرهُه لسوء مذهبه واعتقاده، وما أظهرَ من البدع، وحملِه الخلفاءَ والناسَ على القول بخلق القرآن، ومذهبِ الجهميَّة.
فلمَّا فُلِجَ [ابنُ أبي دؤاد]، ولَّى ابنه محمدًا المظالم والقضاء، ثمَّ عزله، [وولَّى يحيى بن أكثم ما كان إليه، وأحدرَ ابنَه محمدًا إلى بغداد، وتوفِّي في العشرين من ذي الحجَّة، وتوفي أبوه يوم عاشوراء سنة أربعين ومئتين، فكانَ بينهما عشرون يومًا.
وقال الصوليُّ: ماتا كلاهما في أوَّل سنة أربعين.
وقيل: كان بينهما شهر.
وقول الخطيب أشهر (٤).
وقيل: إنَّ المتوكل لما استأصلَ آل دؤاد وأحدرَهم إلى بغداد أحدرَ أحمد في الجملة، فماتَ ببغداد] (٥).
وصلى عليه ابنُه العباس [بن أحمد]، ودفن بداره ببغداد.
(١) تاريخ بغداد ٥/ ٢٣٦. (٢) تاريخ بغداد ٥/ ٢٣٧ من قول محمد بن عمران. وما بين حاصرتين من (ب). (٣) تاريخ بغداد ٥/ ٢٣٦. والخبر ليس في (ب). (٤) كذا، وانظر تاريخ بغداد ٥/ ٢٥٢، و ٢/ ١٣٣، وتاريخ الطبري ٩/ ١٩٧. (٥) ما بين حاصرتين من (ب). ومكانها في (خ) و (ف): وأحدره إلى بغداد وأحدر أحمد فمات بها يوم عاشوراء.