فقار له المأمون: يا ابنَ الفاعلة، لم تجدْ وقتًا تذكر فيه مواليك إلَّا هذا الوقت! وسخط عليه [أيامًا](٢) ثم رضي عنه (٣). فأحضره ومعه مُخارق، فقال لمخارق: غَنِّ، فقال -والأبياتُ لجرير-: [من البسيط]
فقال المأمون: مَن أشار منكم إلى عَرِيبٍ بشيء؟ فسكتوا، فقال: برئتُ من هارونَ لئن لم أُصدَق عن هذا الأمر، لأُعاقبنَّ عليه بالضرب الوجيع، ولئن صَدَقني لأُبلغنَّه أَملَه، فقلت: أنا أشرتُ إليها بقُبلة، فقالط: الآن جاء الحقّ، أَتحبُّ أن أزوِّجَك إياها؟
(١) في (خ) و (ف): النفع، والمثبت من (ب)، وفي تاريخ الطبري والأغاني ٤/ ٣٥٣: العين. والبيت لأبي سعيد مولى فائد، المعروف بابن أبي سنة، كما في الأغاني. (٢) ما بين حاصرتين من (ب). (٣) بعدها في (ب): وحكي عن العتبي أنَّه قال: كان الأمون يقول الشعر، وهو من أدنى فضائله. (٤) الديوان ص ٢٤٩ - ٢٥٠ (دار صادر). (٥) في تاريخ الطبري ٨/ ٦٦٦، والأغاني ١١/ ٣٥٨، وديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٣٢٨: بلدا. (٦) ما بين حاصرتين من (ف). (٧) كذا في (خ) و (ف)، والصواب: بالشام. (٨) هو النابغة الجعدي، والبيت في ديوانه ص ١٤٣، وما بين حاصرتين من (ف). وكلام المصنف هنا يخالف ما في الأغاني ٢١/ ٧٠ - ٧١ حيث ذكر أن الأمون أنكر عليها ابتداءها الغناء من تلقاء نفسها.