و [وروى أبو نُعيمٍ (١) عن أحمدَ بن أبي الحواريِّ قال] قال [أبو سليمان:] كنتُ في ليلةٍ باردةٍ في المحراب، فخبأت إحدى يديَّ من البود، وبقيمت الأخرى ممدودة (٢)، فغلبتني عيني، فهتف بي هاتف: قد وضعنا في هذه ما أصابها، ولو كانت الأخرى مكشوفةً لَوضعنا فيها ما أصاب هذه، فآليت ألا أُخبئَ يدي أبدًا.
و [روى أبو نُعيمٍ (٣) أيضًا عن أحمدَ بنِ أبي الحَوَاري عن أبي سليمانَ] قال: نمتُ ليلةً عن ورِدي، فإذا بحوراءَ تنبِّهني وتقول: أتنام وأنا أُربَّى لك في الخدور منذ خمسِ مئةِ عام! [وقد رواه الإسماعيليُّ، وفيه: بينما أنا ساجدٌ وذهب بي النوم، وإذا بحوراءَ قد ركضتني وقالت: حبيبي، أترقد عيناك والمَلِكُ يقظانُ ينظر إلى المتهجِّدين! بؤسًا لعينٍ آثرتْ نومَة على مناجاةِ العزيز، قُمْ فقد دنا الفراغ، ولقي المحبُّون بعضَهم بعضًا. قال: فانتبهتُ وحلاوةُ منطِقها لَفي سمعي وقلبي (٤).
وروى أبو نُعيمٍ عن] أحمدَ بنِ أبي الحواريِّ قال (٥): قام أبو سليمانَ ليلةً إلى الوضوء، فأدخل يدَه في الإناء، وبقي على حاله حتى طلع الفجر، وخشيتُ أن تفوتَني الصلاة، فقلت:[رحمك اللهُ] ما هذا! الصلاةَ رحمك الله! فاسترجع وقال: يا أحمد، أدخلتُ يدي في الإِناء، فعارضني عارضٌ من سرِّي: هَبْ أنك غسلتَ بالماء ما ظهر، فبمَ تغسل قلبَك؟ فبقيت مفكِّرًا (٦).
[وحكى أبو نُعيم (٧) أيضًا عن] أحمدَ بن أبي الحواريِّ قال (٨): حججتُ مع أبي سليمان، فلمَّا أراد أن يلبِّيَ غُشي عليه، فلمَّا أفاق قلت: ما هذا؟! قال: بلغني أنَّ
(١) في الحلية ٩/ ٢٥٩، وينظر صفة الصفوة ٤/ ٢٢٦ وما بين حاصرتين من (ب). (٢) وهذا أثناء الدعاء، كما في الحلية. (٣) في الحلية ٩/ ٢٥٩. وما بين حاصرتين من (ب). (٤) ينظر صفة الصفوة ٤/ ٢٢٤ - ٢٢٥. (٥) في (خ): وقال أحمد بن أبي الحواري. ما بين حاصرتين من (ب). (٦) ينظر صفة الصفوة ٤/ ٢٢٦ - ٢٢٧. (٧) في الحلية ٩/ ٢٦٣ - ٢٦٤، وينظر صفة الصفوة ٤/ ٢٢٨. (٨) في (خ): وقال أحمد بن أبي الحواري.