وقال (١): لما قُتل الحسين ﵁: مكثنا شهرين أو ثلاثة كأنما لطّخت الحيطان بالدم.
وقال الشعبي: لما قُتل الحسين اسودَّت الدنيا ثلاثة أيام، ورمت السماء رملًا أحمر (٢).
وقالت نَضْرة الأزدية: لمَّا قُتل الحسين ﵁ مطرف السماء دمًا، فأصبحت خيامُنا وكلُّ شيء منّا مملوءًا دمًا (٣)[فلعنةُ الله على قاتله وقاتلِ أبيه](٤).
ذكر نَوْح الجنِّ عليه:
قال علي بنُ أخي شعيب بن حرب (٥): [ناحت الجن عليه، يعني على الحسين] قالت جنية: جئن نساءُ الجنّ يبكين شجيّات، ويلطمنَ خدودًا كالدنانير نقيّات، ويلبسنَ ثياب الصوف (٦) بعد القصبيات.
و [قال جدّي: وروينا في حديث أنه] حُفظ من قول الجنّ:
مسحَ النبيُّ جبينَهُ … فله بريقٌ في الخدود
أبواه من عَلْيا قريش … جدُّه خيرُ الجدودْ (٧)
خرجوا به (٨) وفدًا إليه … فهم له (٩) شرُّ الوفود
قتلوا ابنَ بنتِ نبيِّهم … سكنوا به نارَ الخلودْ
(١) في (م): وفي رواية عن هلال قال … وينظر "مختصر تاريخ دمشق" ٧/ ١٤٩. (٢) نسب الخبر في (م) لابن عساكر، وينظر المصدر السابق. والتعليق الآتي. (٣) طبقات ابن سعد ٦/ ٤٥٥، وتاريخ دمشق ٥/ ٧٦ (مصورة دار البشير). وعدَّ ابن كثير في "البداية والنهاية" ١١/ ٥٧٦ أن هذا الخبر وأمثاله من المبالغات والأكاذيب. (٤) الكلام السالف بين حاصرتين؛ كلُّه من (م). (٥) في (م): قال ابن بطة (وتحرف فيها إلى ابن بريطة) بالإسناد الماضي: حدثنا أبو ذرٍّ الباغندي، حدثنا حماد بن الحسن الورّاق قال: سمعت علي بن أخي شعيب بن حرب … إلخ. وقوله: بالإسناد الماضي. كذا وقع في (م) مع أنه لم يرد فيها في الخبر قبله إسناده والخبر في "التبصرة" ٢/ ١٦. (٦) في "التبصرة": السود. (٧) بنحوه في "المعجم الكبير" للطبراني (٢٨٦٦)، و"التبصرة" ٢/ ١٦ إلى هذا الموضع. وأشار الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٩/ ١٩٩ إلى ضعف الخبر. (٨) في (ب) و (خ): جرحونه، والمثبت من "تاريخ دمشق" ٥/ ٨٣. وهذا البيت والذي بعده لم يردا في (م)، وهما في "تاريخ دمشق" ٥/ ٨٣ مع البيتين الآخرين في رواية. (٩) في (ب) و (خ): فهم به، والمثبت من "تاريخ دمشق".