حكى مروان بن الوضين (١) قال: نُحرت الإبل التي حُمل عليها رأس الحسين ﵁ والسبايا، فلم يستطع أحد أن يدنوَ منها من نتنها، وصار لحمها أمرَّ من الصَّبِر (٢).
[ذكر الحُمرة التي في السماء:]
وقال ابن سيرين: لم نر هذه الحُمرة [التي] في السماء قبل أن يُقتل الحسين ﵁ عند طلوع الشمس وغروبها (٣).
[ورُوي عن هشام، عن محمد بن سيرين قال: لم تتراء هذه الحُمرة في السماء حتى قُتل الحسين ﵇](٤).
قال الشيخ أبو الفرج [ابن] الجوزي ﵀(٥): لمَّا كان الغضبان يحمرُّ وجهه، فيتبيّن بالحُمرة تأثيرُ غضبه، والحقّ سبحانه ليس بجسم، أظهر تأثير غضبه بحمرة الأفق حين قُتل الحسينُ ﵇.
وقال هلال بن ذكوان: لما قُتل الحسين ﵁: مُطرنا مطرًا بقي أثرُه في ثيابنا مثل الدم (٦).
(١) كذا في (ب) و (خ) و (م)، ولم أعرفه. وفي "المنتظم" ٥/ ٣٤٢: عن جميل بن مرّة، عن أبي الوصي قال … وهو في "تاريخ دمشق" ٥/ ٧٦ (مصورة دار البشير) (وكذا في مختصره ٧/ ١٥٠) من قول جميل بن مرة. (٢) ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" ١١/ ٥٧٦ أن هذا الخبر وأمثاله من المبالغات والأكاذيب التي لا يصحّ منها شيء. وقوله: الصَّبِر (بكسر الباء): الدواء المرّ. (٣) طبقات ابن سعد ٦/ ٤٥٥، وقد نُسب الخبر في (م) إليه. وينظر التعليق التالي. (٤) أنساب الأشراف ٢/ ٥٠٥، وطبقات ابن سعد ٦/ ٤٥٥، ومختصر تاريخ دمشق ٧/ ١٤٩. وعدَّ ابن كثير هذا الخبر من الأكاذيب. قلت: إنّ الحُمرة عند طلوع الشمس وعند غروبها من السنن الكونية التي خلقها الله تعالى، ودعا الناس إلى التفكّر فيها، وأقسم بها بقوله: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾. وقريبٌ من هذا المعنى قوله ﷺ يوم مات ابنُه إبراهيم وخسفت الشمس؛ قال: "إن الشمس والقمر من آيات الله، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته". ولا شكّ أن مقتل الحسين ﵁ مصيبة كبرى أُصيب بها المسلمون، وكذا مقفل عُمر وعثمان وعلي ﵁. وفي هذا القول من الغرابة ما لا يخفى. (٥) في "التبصرة" ٢/ ١٦. ويستغرب منه مثل هذا القول! (٦) المصدر السابق.