جبريل بصورتي من السماء في حَرِيرَة وقال: تَزَوَّجْها، فإنَّها امرأتُك، وكنتُ أغتسلُ أنا وهو من إناءٍ واحد، ولم يكنْ يصنعُ ذلك بأحدٍ من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضةٌ بين يديه كالجنازة، ولم يكن يفعل [ذلك] بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي في فراشي، ولم [يكن] ينزلُ عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقَبَضَ اللهُ نفسَه وهو بين سَحْري ونَحْري، ومات في الليلة التي كان يدور عليَّ فيها، ودُفن في بيتي.
[وفي رواية ابن سعد (١): وبَنَى بي لتسع سنين، ورأيتُ جبريل، ولم تره امرأة غيري، وكنت أحبَّ نسائه إليه، وكان أبي أحبَّ أصحابه إليه].
وفي "الصحيحين" عن عَمرو بن العاص قال: قلتُ: يا رسول ﷺ الله، أيُّ الناسِ أحبُّ إليك؟ قال:"عائشة". قلت: فمن الرجال؟ قال:"أبوها"(٢).
[وحكى ابن سعد عن مسروق أنه كان إذا حدَّث عن عائشة يقول: حدثتني الصادقة بنت الصِّدِّيق المبرَّأة من كذا وكذا.
وفي رواية: حبيبةُ حبيبِ الله (٣)].
وقال مسروق: إن امرأة قالت لعائشة رضوان الله عليها: يا أمَّاه. فقالت: لستُ بأُمِّكِ، أنا أمُّ رجالكم (٤).
ووقع رجل في عائشة ﵂ يومَ الجمل، فاجتمعَ عليه الناس، فقال عمَّار: ما هذا؟ قالوا: رجل يقعُ في عائشة. فقال له عمَّار: اسْكُتْ مَقْبُوحًا منبوحًا، أتقعُ في حبيبةِ رسول الله ﷺ؟ إنها لَزَوجتُه في الجنة (٥).
[وقد ذكرنا أن عمارًا قال على منبر الكوفة: إنَّا لنَعْلَمُ أنها زوجةُ رسول الله في الدنيا والآخرة](٦).
(١) الطبقات ١٠/ ٦٥. (٢) صحيح البخاري (٣٦٦٢)، وصحيح مسلم (٢٣٨٤). (٣) طبقات ابن سعد ١٠/ ٦٤. (٤) المصدر السابق. (٥) المصدر السابق ١٠/ ٦٥، وهو في "سنن" الترمذي (٣٨٨٨) و (٣٨٨٩). (٦) هو قطعة من حديثه في "صحيح" البخاري (٣٧٧٢).