وقال عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: جاء رسولُ الله ﷺ إلى بيت جعفر فوجدهم يبكون عليه فقال: "لا تَبْكُوا على أَخِي، فإنَّه يَطِيرُ في الجنَّة" فحَلَق رُؤُوسَهُم، وقال: "أَمَّا مُحمدٌ: فَشبيهٌ بعَمِّنا أبي طَالِبٍ، وأمَّا عبدُ الله: فَشبيهٌ بخَلْقِي وخُلُقي" ثم صنع لهم طعامًا وجعلهم معه في أهله، وقال: "أنا وَلِيُّهُم في الدُّنيا والآخِرةِ" (٤).
وقال الواقدي: دعا رسول الله ﷺ بأولاد جعفر وهم ثلاثةٌ: عبدُ الله ومحمدٌ وعونٌ، وأمهم أسماء بنتُ عُمَيْس فشمَّهم ودمعت عيناه وقال لأمهم: "استَوصي بهم خيرًا" ولم تكن علمت، فقالت: وما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: "أصيبَ جَعفرٌ وأَصحابُه في هذا اليَومِ" فأخذت تصيح فقال: "لا تَفعَلي فإنَّه يَطيرُ في الجنَّة بجَناحَينِ" ثم دخل على فاطمة ﵂ وهي تبكي وتقول: واعمَّاه، فبكى وقال: "يا بنيةُ، على مثلِ جعفرٍ فلتَبكِ البَواكي" (٥).
(١) "الطبقات" ٢/ ١٢٠ - ١٢١ ضمن حديث طويل. (٢) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ٤/ ٣٦ دون ذكر بيشة، من حديث عبد الله بن المختار. (٣) هو الشمردل بن شريك اليربوعي، والبيت في "الصحاح" (بيش)، وفي "الوافي بالوفيات" ١٦/ ١٠٦. (٤) الطبقات ٤/ ٣٤. (٥) "المغازي" ٢/ ٧٦٦.