فأما المنافق: فقُزْمان بن الحارث من بني عَبس، وكان رسول الله ﷺ لما خرج إلى أحد عيَّره النساء، فقلن له: ويحك يا قُزْمان، خرج الناس وبَقيتَ أنت، فخرج شاكٍ في سلاحه، فخرق الصفوف حتى قَتَل من الكفار تسعةً، ونادى: يا معاشر الأوس والخزرج، قاتلوا على الأحساب، ويحمل ويقول: أنا الغلام الظَّفَري، فارْتُثَّ فَمَرَّ به قَتادةُ بنُ النعمان فقال: هنيئًا لك الشهادة. فقال: يا ابن عم، والله ما قاتلت على دينٍ بل على الأحساب والحُرَم، واشتد به ألمُ الجِراحة فقتل نفسه، فقال رسول الله ﷺ:"إن الله لَيؤيِّدُ هذا الدين بالرجل الفاجر"(٤).
(١) في "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ٣٢٠: أبو النعمان بن عبد عمرو، وتقدم عند المصنف أنه النعمان بن عبد عمرو. والله أعلم. (٢) هو أبو سفيان بن الحارث بن قيس "الطبقات" ٤/ ٢٩٣. (٣) "المغازي" ١/ ٣٠٠. (٤) "المغازي" ١/ ٢٦٣، و"الطبقات " ٤/ ٢٦٩ - ٢٧٠. وانظر كلام الحافظ عليه في "الفتح" ٧/ ٤٧٣.