قالت: فقلت: وما يُضحك يا رسول الله؟ قال:«ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبَجَ هذا البحر ملوكًا على الأسرة - أو مثل الملوك على الأسرَّة، شك إسحاق -» قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك. فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال:«ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله» - كما قال في الأول - قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال:«أنت من الأولين». فركبَت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت».
[٤ - باب درجات المجاهدين في سبيل الله]
٢٧٩٠ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقًا على الله أن يُدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي وُلد فيها»(١). فقالوا: يا رسول الله، أفلا نُبشَّر الناس؟ قال:«إن في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ... - أراه قال: وفوقه عرش الرحمن - ومنه تفجَّر أنهار الجنة»
(١) فلو لم يجاهد دخل الجنة، فالجهاد أصله من العبادات غير الواجبة إلا بأسباب، فهذا محمول على عدم وجود أسباب الجهاد. * الجهاد فرض كفاية مع القدرة، وعند التعيين فرض عيني مع القدرة.