وأبو طلحة خارج. فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئًا ونحته في جانب البيت. فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح. وظن أبو طلحة أنها صادقة. قال: فبات. فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما كان منهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعل الله يبارك لكما في ليلتكما»(١). قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن.
[٤٢ - باب الصبر عند الصدمة الأولى]
وقال عمر - رضي الله عنه -: نعم العدلان ونعم العلاوة (٢) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
١٣٠٢ - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«الصبر عند الصدمة الأول».
(١) تأخير الدفن لحاجة لا بأس، كما أخر دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - للبيعة. * الأولى إظهار الحزن؛ لفعله - صلى الله عليه وسلم -، وفعل النبي أفضل من فعل زوجة أبي طلحة. * وهذا يدل على أنها تصبرت - رضي الله عنه -، ولم تظهر الحزن، وفي رواية ذكرت: أرأيت لو أن قومًا أعاروا .. فهل لهم أن يمنعوهم؟ فقال: لا. فقالت: احتسب ابنك. (٢) الصلاة والرحمة والهداية هي العلاوة. (٣) يعني شاقة على أكثر الخلق، إلا على المؤمنين الخاشعين.